مبارك عليكم الشهر .. وكل عام وأنتم بخير، لا شك أن صيام اليوم الأول سيجعل تركيزكم (نص ونص ) وستتعاملون مع هذه السطور وفقا لنظرية (خذ وخل ) ولكني أحمل لكم نصيحة ذهبية في هذا الشهر الفضيل وهي عدم الخروج من البيت قبل الإفطار لأي سبب من الأسباب، أما من تدفعه الظروف القاهرة للخروج في هذه الساعة القاتلة فإن عليه أن يعتمر خوذة مثل تلك التي يرتديها أبطال سباقات (فورمولا ون )!. أنا لا أفهم سر هذه السرعة القاتلة التي يقود بها الصائمون سياراتهم قبل الإفطار، لقد صبروا على الصيام ساعات طويلة ولكنهم يرفضون أن يتأخروا نصف دقيقة عن موعد الإفطار ، لديهم استعداد عجيب لقطع الإشارات المرورية وشتم عباد الله من أجل الوصول إلى مائدة الإفطار في الموعد المحدد، دون أن يعرفوا أنهم بارتكابهم هذه المخالفات المرورية والأخلاقية قد نحروا صيامهم من الوريد إلى الوريد .. والله أعلم. هؤلاء السائقون يذكرونني بمهاجم كرة القدم البليد الذي لا تبدأ هجماته الخطرة إلا في الوقت الضائع (أين كنت طوال 90 دقيقة؟)، وأظن أن الساعة الأخيرة قبل الإفطار هي الساعة التي تحمل أعلى معدل للحوادث المرورية على مدار العام، ولو كنت مسؤولا في المرور لأصدرت بيانا يوميا يرصد عدد الحوادث المرورية في رمضان لنكتشف أن قيادة السيارة في رمضان هي أمر أشد خطورة من الإصابة بانفلونزا الخنازير!. ومن بين الظواهر الرمضانية المثيرة للقلق والتي لا يمكن أن تجدها في أي بلد أسلامي آخر ظاهرة الشباب المتطوعين الذين يقدمون لك إفطارا سريعا عند إشارات المرور وتقاطعات الشوارع، أنا أعلم أن هؤلاء الشباب يبحثون عن الأجر ولكنهم يخاطرون بحياتهم بطريقة لايقبلها عقل، ولك أن تتخيل نفسك ساعة الإفطار على يمينك سيارة تسير بسرعة البرق وعلى يسارك سيارة يتمنى صاحبها لو تحولت إلى طائرة مقاتلة وفجأة يظهر أمامك شاب يحمل كيسا يحتوي على التمر والماء، وبعد أن يسمع كل سكان المدينة صراخ فرامل سيارتك تأخذ كيس الإفطار وأنت تقول بصوت مبحوح : (جزاك الله خيرا )!. أنا أعرف أن المرور يجد حرجا كبيرا في منع هؤلاء الشباب من المخاطرة بحياتهم وتهديد سلامة السائقين، لذلك فإنني أتمنى من علمائنا الأفاضل التدخل لتوعية هؤلاء الشباب بالمخاطر التي يحملها هذا العمل التطوعي، كما أتمنى من الجمعيات الخيرية بناء أكشاك على جانبي الطريق يقدم فيها هؤلاء الشباب وجبة إفطار الصائم فهذا أفضل ألف مرة من دخولهم في هذه المغامرات القاتلة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة