أحاسيس مفعمة بالتفاؤل عندما تشاهد مجموعة من الشباب يتحركون بكل نشاط بين صفوف السيارات المتراصة في الإشارات المرورية قبيل موعد الإفطار، ليعطوا راكبيها بعض التمر والمشروبات إحياءً للسنن الإسلامية ونشرا لثقافة التكافل الاجتماعي بين المسلمين. دعوة الصائم يقول أحمد (أحد المتطوعين) إنه حرص على المشاركة في هذا المشروع بدءا من العام الماضي وهدفه الثواب من عند الله والدعوات التي يسمعها من إخوانه؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا). وأشار إلى أن أن عائلته استفسرت عن خروجه الدائم قبل أذان المغرب وعدم مشاركته لهم الإفطار، فأخبرهم بعمله ففرحوا ودعوا له وحفزوه على الاستمرار ودعموه بالمال.أما خالد فقال: “نحن كشباب متطوعين نجسد المحبة بيننا وبين إخواننا الصائمين، وهذا أقل شيء نقدمه لمن أجبرتهم ظروفهم أو أعمالهم عن التأخر عن الإفطار في منازلهم”. من جانبه، أكد سعد الحازمي أن مثل هذه المشاريع لها مردود إيجابي في العديد من الجوانب؛ فهي تكافل اجتماعي ومشاركة في الأجر. كما أنها تساعد بشكل كبير في الحد من الحوادث المرورية التي تسبق ساعات الإفطار. بادرة تستحق التقدير ويضيف الشيخ أحمد الغامدي أن مثل هذه الأعمال خطوة إيجابية وبادرة تستحق التقدير والاحترام، مشيرا إلى أن هذه الفئة من الشباب يسهمون في إحياء سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بتعجيل الفطور. ودعا كافة المجتمع وأصحاب الأموال إلى دعم هؤلاء الشباب وتشجيعهم لمزيد من أعمال الخير. وعبّر عدد من أصحاب السيارات عن سرورهم بهذا العمل التطوعي الكبير، مشيرين إلى أن تفطير السائقين في إشارات المرور خطوة إيجابية وعمل من أعمال الخير ويعكس ثقافة التكافل بين الناس.