موسم رمضان التلفزيوني اقترب وبدأت الفضائيات العربية تدق "طبول" الدعاية لما سوف تعرض من برامج ومسلسلات على امتداد الشهر الكريم. وبطبيعة الحال، الدراما التلفزيونية ستحتل موقعاً مؤثراً في حلبة صراع الفضائيات. ولكن، في الجهة المقابلة لا تزال شريحة من المشاهدين لم تقتنع بعد، بحقيقة وجود "الظاهرة الدرامية" في رمضان؛ معيدة في كل عام مقولة أن "المسلسلات إلهاءٌ للمشاهد في شهر خصص للعبادة.. الخ". ويمكن أن نوضح هنا أن سبب رواج وازدياد المسلسلات في رمضان هو الجمهور نفسه الذي يصرّ على البقاء لساعات طوال أمام التلفاز خلال رمضان، نظراً لانخفاض نشاط الأفراد أيام الصوم، وتفضيلهم البقاء بين الأهل والأقارب خلال المساء وصولاً إلى وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية، بعيد إعلان أذان المغرب. حيث تبدأ الحكاية من رغبة المحطات التلفزيونية جذب أكبر ما يمكن من المشاهدين، الأمر الذي يدفعها لإنتاج برامج ناجحة، تجلب لها الكثير من المال عن طريق الحصول على الإعلان التلفزيوني الذي تبثه. هكذا إذن تكون المسألة: مُعلن يريد أن يسوق منتجه (مأكولات..الخ)، فيذهب للمحطة التي بها نسب مشاهدة عالية لكي يعرض من خلالها سلعته الاستهلاكية. لذا فإن الوقت الذي سوف يقرر فيه الجمهور الانصراف عن مشاهدة التلفاز في رمضان؛ فإن بضاعة المسلسلات الرمضانية سوف تبور!. وإلى ذلك الوقت فإن الدراما آخذة في التطور، حيث تجاوز إنتاج المسلسلات الخليجية والسعودية لموسم رمضان (2010) ال"60" مسلسلاً تلفزيونياً. وفي الحقيقة يتعين علينا أن نعيد النظر في الظواهر التلفزيونية والإبداعية الجديدة ومنها "الدراما" التي تمثل أحد التعبيرات الجمالية والفنية والإبداعية لإنسان هذا العصر من خلال موضوعاتها وخطاباتها الحيوية والحساسة والمدهشة. بل ويجب علينا أن نحتفي بالظاهرة الدرامية العربية التي تحولت إلى "مهرجان سنوي" لا يوجد له نظير في كل فضائيات وثقافات العالم. وحدها الثقافة العربية وبفضل الطقس الرمضاني هي من صنع هذه الظاهرة الدرامية والتي نريد لها أن تستمر، متحولةً إلى فانوس رمضاني جديد!.