ثمة من يقول أن الأخذ بالعلم الفلكي يتعارض مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر»، و «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، فيوضح المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن منيع ذلك أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب»، هو تقرير لواقع المسلمين في عهده عليه الصلاة والسلام، وأن الغالب عليهم صفة الأمية، وأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فمتى كان الأمر عسيرا أو متعذرا تحقيقه فيصار فيه إلى قدر الإمكان، حيث إن الأمر إذا ضاق اتسع، أما إذا كان الطريق إلى تحقيقه متيسرا وميسرا فيجب الأخذ بذلك، مبينا أن الرخص الشرعية مشروط الأخذ بها بوجود العذر في وقت أدائها فإذا انتفى العذر انتفت الرخصة وتعين الرجوع إلى أصل التكليف. مؤكدا أنه لا يجوز لنا الاعتماد في أمورنا الشرعية على الأسباب التقليدية الظنية في النتائج والحال أن لدينا وسائل نتائجها قطعية. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، فيوضح الشيخ المنيع أنه قول صريح في وجوب التقيد في الصوم والفطر بالرؤية أي رؤية الهلال بعد غروب الشمس، مبينا أنه يجب علينا معشر المسلمين التمسك بذلك والعض عليه بالنواجذ وترك ما يخالفه. ويتساءل الشيخ المنيع: ما هي الرؤية التي أمرنا بالتقيد بها في صومنا وفطرنا؟، موضحا أن الإخبار برؤية الهلال شهادة، والشهادة يشترط لقبولها مجموعة شروط من أهمها: أن تكون الشهادة منفكة عما يكذبها، فإذا كان علم الفلك يقرر أن الهلال قد غرب قبل الشمس من مكان ادعاء الرؤية، فكيف تصح من الشاهد شهادته بالرؤية؟ حيث إن شهادته تعني رؤيته الهلال بعد غروب الشمس، وعلم الفلك يقرر قرارا قطعيا أن الهلال قد غاب قبل الشمس بزمن. أليست هذه الشهادة مرتبطة بما يكذبها؟، فهذه الشهادة مردودة. ونحن بردها لم نرد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته. وإنما رددنا الشهادة لأنها باطلة فهي مرتبطة بما يكذبها. وجمعنا بين تقيدنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته. وبين أخذنا بالحساب الفلكي.