قلت وأقول بعض التجارب الشخصية تخرج عن إطارها الخاص إلى العام وتتحول من تجربة فردية إلى تجربة تهم الجميع قد يمر بها أكثر من فرد.. مما يتطلب إعلانها للحد من أضرارها على المجتمع، وبغية معالجة الواقع القاصر ومنع تكرار الأخطاء على حساب الأرواح.. وسد ثغرات الخدمة الطبية لإنقاذ صحة المجتمع وهي مسؤولية الجميع، علينا البلاغ، وعلى وزارة الصحة أخذ الاحتياطات اللازمة، والمبادرة للقيام بالإجراءات الهادفة إلى حفظ أرواح الناس، ومنع انتشار الوباء بينهم، وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب. هذه أقل الواجبات المنوطة بوزارة الصحة التي تقوم بدورها تكليفا لا تشريفا، ومسؤولية وليس واجهة شكلية مكتوبا عليها «لوحة» تقول هنا وزارة الصحة. وقد جرت العادة أن يتقمص بعض الصحفيين النشطاء أدوارا أو شخصيات غير أدوارهم وشخصياتهم الأصلية بحثا عن الحقيقة وكشفها وتقديم جهودهم كشهادة حية لمن يهمه الأمر! واليوم هنا أيها القراء الأفاضل لا اتقمص دورا ولا أتلبس شخصية كي أعبر عن واقع حقيقي رأيته ومررت به وعشته لحظة بلحظة! تجربتي عشتها بحذافيرها اضطرارا وكرها ليس لي فيه اختيار ولو اخترت ما اخترتها قط! فهي تكاد تكون تجربة الرحلة إلى القبر!! من خلالها تواجه الموت وأنت على قيد الحياة! تحسه يحوم حوالايك يقترب منك، تشم رائحته، وتسمع وقع خطواته.. تلامس طلته.. وتعرفه جيدا حين اختطف ذات يوم أقرب واحب الناس إليك! تراه واقفا أمامك.. وجها لوجه.. يتقدم خطوة ثم يتراجع ثم يتقدم وهكذا دواليك تجد نفسك تارة في قبضته القوية، وتارة حرا تتصبب عرقا!! تستطعم حلاوة الروح تشوبها مرارة الموت.. ولا تستطيع الفصل بين المزيج المتشابك! ترفع عينك إلى المساء في توسل.. يالله.. يالله.. يارب! وإذا وافتك السكينة حسبتها المنية تنشب أظفارها قبل أن تبلغ الحلقوم تطبطب عليك! كالطبيب الجراح والذي يجري لك عملية جراحية، وقبل أن يبدأ ذبحك... يتبادل معك الضحكات يسليك وفي يده السكين أو المشرط والمقص! هكذا كانت لحظاتي في ذاك النهار المؤلم... اشتعلت حرارة شملتني من هامة رأسي إلى أخمص قدمي.. لأول مرة أكتشف أن في الجسد طاقة تحتمل كل هذا الحريق المشتعل! أركاني هدت هدا وتداعيت كلما أردت النهوض تثاقلت! ثم بدأت أعراض الماء الذي يجري من عيني وأنفي ويخالط السعال في حلقي! وقفزت رغم ثقلي.. صفعني طارئ.. هذه انفلونزا الخنازير قد اختارتني! لا أهلا ولا سهلا من ذاك القائل (كل ما حطيت في أرض وتد من رداة الحظ طلعت لي حصاة) لا أعرفه لكنه صادق يعني لم أسافر ولم أخالط ومنذ سنوات ما رأيت من الدنيا غير شوارع الرياض ما بين التخصصي والعليا ثم لا تحل إلا علي!!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة