هل تعرفون عدد المحطات الأجنبية التي أنفقت وخططت وأسست لقنوات خاصة موجهة إلى القاطنين في 22 دولة عربية، بلساننا وسواليفنا وحواديتنا بهدف واحد معلن: إيصال صورة وحضارة الدول مالكة القنوات إلى المشاهدين في العالم العربي؟ لنحفز الذاكرة قليلا، ونفرز كمّ القنوات الهائل بين المؤسساتية والحكومية والأيديولوجية والاستثمارية وبعضا من دكاكين «الهشك بشك» والنصب والاحتيال، وسنخرج عطفا على السؤال بالنتيجة التالية: أمريكا خطبت ثقافتنا بقناة الحرة، وبريطانيا سبقتها عراقة وأصالة بمحطة BBC، وروسيا أبت إلا أن تفتح «كريملينا» فضائيا في مرابعنا بقناة روسيا اليوم، وفرنسا لم تكتف بحنين ثقافة الشمال الأفريقي للفرانكفونية وعشق «ربعنا» ل«تمتير» الشانزليزيه فأطلقت قناة فرنسا 24، وجارتنا إيران اكتفت بتطبيق شطر البيت «وتحسب أنك جرم صغير، وفيك انطوى (العالم) الأكبر»، وتناست المطلع والأهم: «دواؤك فيك وما تبصر، وداؤك منك ولا تشعر»، حتى الهند ما قصرت أطماعها عن حصة من كعكة المشاهد العربي ولو على حساب «الأكشن» الهندي كما في قناة الأفلام ZEE ... أما آخر المعلن عنه عزم الصين عن إطلاق قناة عربية امتدادا لتوسع المحطة التابعة للتلفزيون الحكومي الصيني CCTV، بأربع ساعات بث تجريبي باللغة العربية قابلة للزيادة و«التمطيط»؛ لنصبح في حالة من الإشباع الصيني لم يترك شاردة ولاواردة إلا سلكها بشعار «صنع في الصين». في حقيقة الأمر لا أعلم سببا وجيها لاستهداف المجتمع العربي بمثل هذه القنوات، لا سيما وعقلنا الباطن يزخر بصور متجذرة عن بعض تلك الدول من الصعب أن تتزعزع أو تتغير، والتجارب المشابهة أثبتت تدني نسبة المشاهدة لتلك المحطات الناطقة بالعربية وإعلان بعضها سعيه للإغلاق، في دلالة على أن المشاهد ما عاد مقتنعا بإعلامه الحكومي المصنف في المدارس الإعلامية بالسلطوي، فكيف إن كان إعلاما خارجيا يسعى إلى إقناعنا بأن كل شيء «تمام»، ولعل تجربة قناة متنوعة مثل MTV العربية، تعطي دليلا على حجم الهوة بين قدرتها على استحواذ شرائح المشاهدين وقدرة بقية القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية المكتفية بإتمام فرض الواجب. عموما... تلك بضاعتهم وذلك شأنهم والفضاء واسع، كما احتمل من «هب ودب» فهو قادر على احتمال غيرهم والرهان دائما على نضج المشاهد، لكن السؤال المحير: أين 22 دولة عربية بوزارات إعلامها وقنواتها ومستثمريها عن هذه المشاريع، أم أن ثقافتنا تحت بند «الاستيراد» لا «التصدير»؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة