يقصد مكتب فرع الأحوال المدنية القسم النسائي في الرياض نحو 2000 مراجعة بصفة يومية يتزاحمن على ثلاثة (كاونترات) تقف خلفها ثلاثة موظفات فقط ما خلق الفوضى والتكدس بشكل لافت وهو ما يزعج المراجعات عموما نتيجة قلة الموظفات المعتمدات لخدمة المراجعين. ولا يخلو موقف المراجعات في أغلب الأوقات من التذمر والشكوى المستمرة، بسبب تأخير معاملاتهن لأيام، خصوصا أن القسم النسائي هو الوحيد الذي يخدم ملايين المراجعات من منطقة الرياض وخارجها فيما يتعلق بإصدار بطاقة الأحوال. «عكاظ» حملت معها تلك التساؤلات إلى مديرة القسم النسائي في الأحوال المدنية نعيمة العجمي التي شهد مكتبها بدوره ازدحاما شديداً من المراجعات، حيث أشارت إلى عدم مسؤوليتها عن النقص في عدد الموظفات، وقالت «أنا غير مسؤولة عن التوظيف وأن عدد الموظفات الموجود حاليا هو العدد الفعلي وليس لدي صلاحيات لتوظيف المزيد»، وأضافت «لست مخولة بالتصريح في هذا الشأن، ومن لديه استفسارات ليوجهها إلى إدارة الإشراف في الأحوال المدنية». وتقول منيرة، الطالبة في ثالث ثانوي: «أنا هنا منذ الساعة السادسة صباحا وظللنا وقوفا أمام البوابة تحت أشعة الشمس الحارقة حتى السابعة والنصف، ولم تشفع توسلاتنا للموظفات بفتح الباب لنا للانتظار في الداخل»، وتضيف «قدمت أوراقي من أجل استخراج بطاقة الأحوال للتقدم على اختبار القدرات، وكما ترين الازدحام الشديد والبطء في إنهاء الإجراءات لقلة عدد الموظفات»، وزادت «ما يحزنني هو وجود أعداد كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة بين المراجعات ولا يعاملن معاملة خاصة، وهن لساعات طويلة بين الأروقة في انتظار دورهن»، وتتساءل منيرة مندهشة «هل يعقل لموظفة واحدة في قسم السجلات أن تنهي إجراءات نحو ألفي مراجعة». أما أم خالد، التي حضرت لاستخراج بطاقة الأحوال لابنتها فتقول: «هل يعقل أن يقوم قسم واحد نسائي صغير في مدينة الرياض بخدمة ملايين المراجعات من منطقة الرياض وخارجها ولا يوجد فيه غير ثلاث موظفات موزعات على ثلاثة كاونترات للسجلات والتدقيق والمطابقة والتصوير». وأضافت «بعد ثماني ساعات انتهيت من المرحلة الأولى التسجيل وأعطتني الموظفة موعدا الأسبوع المقبل من أجل التصوير وبعدها سأحصل على موعد آخر من أجل استلام البطاقة فلماذا طول الإجراءات ولا تنتهي البطاقة بيوم واحد». بدورها تقول ليلى العلي: «حضرت من الخرج في السابعة صباحاً وحصلت على رقم وللآن وبعد مرور أربع ساعات لم يحن دوري ومن خلال مراقبتي للأرقام المعلنة اكتشفت أن الموظفة التي تشرف على قسم السجلات لا تتقيد بنداء الأرقام بشكل متسلسل وأنا مازلت انتظر دوري». وتقول جواهر، وهي موظفة في أحد البنوك: «حضرت قبل يومين وأعطوني موعدا لليوم، وأنا هنا منذ ساعات الفجر الأولى وحصلت على رقم 432 خمس ساعات ولم يحن دوري. ويتخذ نحو 40 كاتبا من أمام بوابتي فرع الأحوال المدنية في الرياض مقرا لهم لبيع ملفات خضراء في داخلها المستندات المطلوبة لإتمام معاملة المتقدم للحصول على بطاقة الأحوال وتباع بسعر 10 ريالات، ويقول أحدهم ويدعى عبد الله، إن وجودهم أمام البوابة بهذا الشكل يسهم في زيادة الازدحام، خصوصا أنه يقع على شارع عام وقال: «نأمل نقلنا إلى داخل المبنى وتوفير مظلات لنا تقينا من حرارة الشمس الحارقة.