580 و800 كيلو غرام من اليورانيوم عالي التخصيب كمية كافية لصنع ما بين 30 و50 قنبلة انشطارية، إضافة إلى 60 رأسا نوويا مجموع ما تمتلكه باكستان من ترسانة نووية تقلق مضاجع القوى الغربية تخوفا من وقوعها تحت سيطرة المتشددين، في الوقت التي تعيش فيه باكستان مواجهة مستمرة مع قوات طالبان. وما يزيد من وتيرة القلق والمخاوف مقال نشر في دورية يصدرها مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت ذكر أن المنشآت النووية الباكستانية تعرضت لهجوم من حركة طالبان وجماعات أخرى وأن هناك خطرا حقيقيا باحتمال حصول المتشددين على أسلحة أو مواد لصنع قنابل. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» التي تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الحكومة الباكستانية في معركتها مع تنظيم القاعدة وقوات طالبان الباكستانية أبدت رضاها عن الإجراءات الأمنية في المنشآت النووية. وقال جيف موريل المتحدث الصحفي بوزارة الدفاع للصحفيين إن وزير الدفاع روبرت غيتس والأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة يشعران بالرضا عن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة الباكستانية والجيش الباكستاني لضمان سلامة الترسانة النووية. ونشر مركز مكافحة الإرهاب المقال في عدد يوليو (تموز) من دوريته التي وزعت نسخ منها أمس الأول. وقال المركز إن الآراء التي تضمنها المقال هي آراء الكاتب وليست آراء المركز أو الجيش أو وزارة الدفاع. وكتب هذا المقال شون غريغوري مدير وحدة أبحاث شؤون الأمن الباكستاني في جامعة برادفورد في بريطانيا وذكر تفاصيل ثلاث هجمات استهدفت المنشآت النووية الباكستانية وحذر من أن مواقع المنشآت في البلاد ربما تكون عرضة للاختراق. وجاء في المقال خطر نقل أسلحة نووية أو مواد نووية أو خبرة نووية إلى إرهابيين في باكستان خطر حقيقي. ويقول مسؤولون أمريكيون إن واشنطن اتخذت إجراءات للتخفيف من المخاطر من خلال على سبيل المثال تقديم المساعدة لباكستان في فحص الحاويات التي تتحرك من الموانئ الرئيسية بحثا عن مواد مشعة. وأضاف غريغوري أن القوات الباكستانية التي تحرس المنشآت أجرت عملية انتقاء لإبعاد أي متعاطفين مع المتشددين. ولزيادة الحماية يجري فصل القلب الانشطاري للرأس النووي عن المفجرات ثم حفظ تلك المواد في مواقع تحت الأرض. ومضى يقول استنادا إلى مقابلات مع مسؤولين باكستانيين وفرنسيين إن ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف فرد من إدارة الخطط الاستراتيجية في الجيش الباكستاني وأجهزة مخابرات أخرى يشاركون في توفير الأمن والمراقبة. لكنه أردف قائلا: على الرغم من كل تلك الضمانات الواضحة تشير أدلة قائمة على الملاحظة إلى وجود مجموعة واضحة من نقاط الضعف والثغرات في السلامة النووية والترتيبات الأمنية الباكستانية. وتحسبا لأي هجوم هندي محتمل وضعت باكستان أغلب البنية الأساسية لأسلحتها النووية في شمال وغرب البلاد وفي مناطق قرب إسلام آباد وروالبندي. وقال غريغوري: لكن القلق هو أن أغلب المواقع النووية الباكستانية تقع قرب أو حتى داخل المناطق التي يسيطر عليها متشددو طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة. وتحدث عن ثلاث هجمات استهدفت إحداها منشأة لتخزين الصواريخ النووية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007 والثانية وقعة بعد شهر في قاعدة جوية نووية وفي أغسطس/آب عام 2008 وقع هجوم ثالث فجر فيه انتحاريون من طالبان الباكستانية عددا من نقاط الدخول إلى مجمع للأسلحة في إحدى المواقع الباكستانية لتجميع الأسلحة النووية. وقال مسؤول مخابرات أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن المنشآت التي تحدث عنها غريغوري كبيرة وليس من الواضح ما إذا كان المهاجمون يعلمون ما الذي تحتويه. وأضاف مسؤول المخابرات لو كانوا يسعون وراء شيء بعينه أو كانوا يسعون للدخول حقا فمن المعتقد أنهم كانوا سيستخدمون طريقة مختلفة، طريقة استخدمت في مناطق أخرى مثل تفجير قنبلة ثم هجوم بالأسلحة الصغيرة.