إسلام آباد، واشنطن، كانبيرا - رويترز، يو بي آي - أعلن الجيش الباكستاني إن قواته طهرت تقريباً منطقة بونير القبلية (شمال غرب) التي تبعد مسافة مئة كيلومتر من العاصمة إسلام آباد، وذلك بعد معارك عنيفة من مقاتلي حركة «طالبان» الذين «تكبدوا خسائر بشرية كبيرة». وانتقل مقاتلو «طالبان» من وادي سوات إلى بونير مطلع نيسان (ابريل) الماضي، بعدما شجعتهم معاهدة سلام التي أبرموها مع السلطات في شباط (فبراير) الماضي على محاولة فرض احكام الشريعة في مناطق مجاورة لسوات. لكن توغلهم في منطقة قريبة من اسلام آباد اثار قلقاً في الداخل والخارج، ما دفع الولاياتالمتحدة الى انتقاد المعاهدة ووصفها بأنها «اذعان للمتشددين»، قبل ان يطلق الجيش الباكستاني عملية عسكرية كبيرة ضد المتشددين في 26 نيسان. وأشار الجيش امس الى مقتل خمسة متمردين، مشيراً الى استمرار قصف معاقل «طالبان» في تهسيل باري كوت وسوات اللتين تخضعان لحظر تجول. في غضون ذلك، اعلن معهد العلوم والأمن الدولي الأميركي ان صوراً التقطتها اقمار اصطناعية اظهرت ان باكستان وسعت موقعين رئيسيين في برنامجها النووي، في اطار جهود لتعزيز ترسانتها النووية. وأوضحت ان اجراءات التوسيع شملت مجمعاً لإنتاج الوقود قرب منطقة ديرا غازي خان والذي ينتج مادتي هكسافليورايد اليورانيوم الطبيعي واليورانيوم المعدني اللتين تستخدمان في إنتاج أسلحة نووية. كما أضيف مصنع جديد لفصل البلوتونيوم في مجمع قرب روالبندي، مشيراً إلى احتمال اتخاذ باكستان قرار إنشاء ترسانة ترتكز إلى البلوتونيوم لزيادة أو استبدال الترسانة الحالية التي تعتمد خصوصاً على أسلحة انشطارية مصنعة باستخدام يورانيوم. ويشمل توسيع المجمعين أيضاً إضافة مبانٍ صناعية ومنشآت جديدة مضادة للطائرات، «كما بنت باكستان مفاعلين لإنتاج البلوتونيوم في السنوات الأخيرة». وتابع المعهد ان «نشاطات التوسيع تثبت التزام باكستان تنفيذ خطة استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرة التدميرية لترسانتها النووية». ورأى ان توسع قدرات انتاج الاسلحة النووية «سيعقد الجهود التي تهدف الى ضمان سلامة المنشآت النووية في باكستان». وحض المعهد الإدارة الأميركية على إقناع باكستان بوقف انتاج المواد الانشطارية، والانضمام الى المحادثات حول معاهدة تحظر إنتاج بلوتونيوم ويورانيوم عالي التخصيب. وفي كانبيرا، اثمرت محادثات عسكرية باكستانية – استرالية اتفاقاً لتعزيز التعاون في مكافحة الارهاب. وقال وزير الدفاع الأسترالي جول فيتزجيبون بعد لقائه رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية الجنرال طارق مجيد: «نجاح باكستان في صراعها مع متشددي طالبان على أراضيها مهم لأمن المنطقة والعالم».