تثير ورشة (تشكيل المستهلكات) التي تتواصل أنشطتها في صيف جدة حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، مفهوما جديدا في عالم الفن التشكيلي المعاصر، على اعتبارها تطرح أسلوبا فنيا يتمثل في استخدام بقايا خامات البيئة في رؤية بصرية جديدة بعيدة عن التقليدية التشكيلية المتمثلة في اللوحة اللونية والحروفية. ووفقا للمشرفة على الورشة الفنانة عبير نحاس فإن فكرة الورشة التي تندرج تحت أنشطة البرنامج الصيفي «براعة فنية» تتمثل في تجميع إطارات السيارات المستهلكة «مستعملة»، أو جديدة، من مختلف المقاسات والأحجام، وإتاحتها للفنانين لاكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم الفنية بالرسم على هذه الإطارات لإعطائهم فرصة لخدمة البيئة من خلال تحويل الأشياء المستخدمة إلى أعمال فنية مبتكرة. وتضيف: إن براعة فنية «اشتمل على معارض، ورش تشكيلية، جدارية للفنانين المخضرمين والهواة، وأطول سجادة من رسومات الأطفال». الورشة التي شهدت مشاركة واسعة من قبل الفنانين المخضرمين والهواة في أحد المراكز التجارية في جدة، أكثر تخاطبا للبيئة اليومية، حيث يعتمد هذا الأسلوب على توظيف الخامات البيئية المستخدمة في قوالب بصرية بتقنيات مختلفة مع تشكيل المفردات الفنية الأخرى المستخدمة في العمل الفني ذاته، فلم يعد يقف الفنانون اليوم على قواعد تشكيل العمل الفني وأساليبه التقليدية، وإنما أطلقوا العنان إلى ابتكار مساحات فنية أخرى باستخدام الألوان والخطوط في تشكيلات هندسية تتسق والعمل المستهلك. من جهة ثانية، تقول المشرفة الثانية على الورشة الفنانة أمل فلمبان: إن الورشة هدفت إلى دمج الفنانين المخضرمين مع الهواة والأطفال في تظاهرة تشكيلية لتبادل الخبرات الفنية، وأضافت أن المجال كان مفتوحا للجميع للمشاركة في الرسم مما ساهم في كثافة المشاركين.