أرجع رئيس أقسام العلاج من الإدمان في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض الدكتور عصام الشورى أسباب انتكاس مدمني المخدرات بعد تعافيهم إلى الفراغ وعدم حصول المتعافي على عمل يشغل وقته، ويشتت عنه فكرة العودة للتعاطي، إضافة إلى بيئة أصدقاء السوء، موضحا ل«عكاظ» أن نسبة المنتكسين بين المتعالجين في المجمع تصل إلى 70 في المائة. ولفت إلى تزايد مشكلة الإدمان بين صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما، وكذلك الشباب، مشيرا إلى أن عدد المنومين في المجمع بلغ العام الماضي ألفا و600 مريض منهم 15 امرأة غالبيتهن من الفتيات. وإلى جانب خدمات التنويم، يقدم المجمع لمراجعي العيادات الخارجية الرعاية اللاحقة التي تركز على صقل المهارات الضرورية للمتعافي؛ لكي يقام رغبة العودة للتعاطي. ويعتبر برنامج منزل منتصف الطريق مرحلة متقدمة من علاج الذين توقفوا عن تعاطي المخدرات لكن يعيشون في بيئة غير مناسبة. ووقع مجمع الأمل اتفاقيات لتدريب وتوظيف المتعافين مع عدة جهات منها بنك التسليف والإدخار ومؤسسة عبد اللطيف جميل. ويتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية العاملة في مجال صقل مهارات النساء ومساعدتهن على تسويق منتجاتهن لمواجهة شبح الفراغ والوحدة ودفع تعاطي المخدرات بعيدا عن أفكارهن. «عكاظ» التقت خلال زيارة للمجمع عددا من المتعافين حيث تحدثوا بالتفصيل عن تجاربهم مع الادمان، وعزمهم على عدم العودة لتعاطي المخدرات. وقال م.ف أنه كان طالبا متفوقا، ومقبلا على الحياة بكل نشاط وعنفوان، وبعد تخرجه من المرحلة الثانوية توجه إلى منطقة مجاورة للالتحاق بإحدى جامعاتها. وهناك تعرف على أصدقاء سوء يتعاطون الحشيش المخدر، وجرفه التيار زهاء أربع سنوات. وحينما أفاق من الورطة التي وقع فيها، صارح أسرته بما تعرض له، وهو يتعالج الآن في المجمع منذ عام ونيف، بنية خالصة للتخلص من الإدمان الذي أضاع مستقبله التعليمي. ولأن ف.س كان الابن الأكبر لأسرته لم يكن أحد يرفض له طلبا. فهو كما يقول عاش مدللا، ودفعه الدلال الزائد لمجاراة أصدقاء السوء دون أن يسمع كلمة لا، وأدمن تعاطي الهروين لمدة 15 عاما دخل خلالها السجن ثلاث مرات، وتوفي عدد من أفراد شلته نتيجة لتعاطيهم المخدرات، وأمضى حتى الآن شهرين ونصف الشهر تحت العلاج في المجمع، وهو عازم على عدم العودة لبراثن الإدمان حسب قوله وحريص على أن يصبح مواطنا صالحا لأسرته ومجتمعه. أما ق.ع فقد بدأ التعاطي وعمره لا يتجاوز الثانية والعشرين عاما، وخسر زوجته والكثير من أقاربه ومعارفه خلال رحلة الإدمان التى استمرت 20 عاما. وسبق له العلاج في مجمع الأمل سبع مرات، لكنه كان ينتكس في كل مرة ويعود للضياع، والآن هو أكثر عزما وتصميما على التوبة بعد أن وقف على تجارب أصدقاء له كانوا مدمنين، وتعافوا وأصبحوا أعضاء صالحين في المجتمع. وخسر س.د وظيفته بسبب المخدرات التي أدمن تعاطيها لمدة 13 عاما، وروى تجربته قائلا إنه حينما تعرف على ثلة من متعاطي الحشيش تردد في مجاراتهم زهاء ثمانية أشهر إلى أن دفعه الفضول إلى تجربة ما يتعاطونه، ومن تلك اللحظة تدهورت أحواله، وله الآن خمسة أشهر في مجمع الأمل ويشعر بأنه بدخوله للمجمع خطا الخطوة الأولى نحو العودة إلى جادة الطريق، وينصح جميع المتعاطين بعدم التردد لحظة واحدة في مراجعة المجمع طلبا للعلاج الذي يقدم لمختلف الحالات في سرية تامة.