رغم عمقه التاريخي ومحاولة إحيائه بالأنشطة الصيفية وغير الصيفية، إلا أن قصر شبر الذي احتضن جزءا من أنشطة الأيام الثقافية التي نظمتها وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام بدء صباح أمس خاليا من الزوار والمصطافين. قصر شبر الذي خصصت الحجرات التي على يمين الداخل إلى القصر للمعرض الفني للأيام الثقافية، توجت قاعاته وحجراته. حجرة مكتب جلالة الملك فيصل في الجهة اليسرى تحتوي على مكتب وكنب كان يجلس عليه الملك عندما كان يتخذ القصر مقرا للحكم عند زيارته للطائف. لكن عندما تسير بك الأقدم برفقة المرشد السياحي إلى الباب المجاور للمكتب، فإن هذا الممر يقودك إلى قاعة خارجية كتب عليها (القاعة الإسلامية) تحتضن بين جنباتها شواهد صخرية أخذت من مقابر قديمة، وعملات معدنية من الدولة العباسية، الأموية، الأيوبية، العثمانية، والصليحية وغيرها، إضافة إلى بعض المخطوطات القرآنية التي لا تتجاوز الخمس كتبت في عام 1282، 1132، 1305ه، و890 ه وغيرها. هذه القاعة تقودك إلى خارج القصر، حيث (قاعة التوحيد) التي حوت بين جنباتها صورا ومقتنيات عن مناطق المملكة ومحافظاتها، وأزياء وأسلحة قديمة شاهدة على تطور المملكة منذ توحيدها وحتى الآن. الفسحة الخلفية للقصر مقفلة حجرها بما في ذلك حجرة المكتبة التي عندما تمر بمحاذاتها ينتهي بك المطاف إلى صالة الفنون التشكيلية التي تحتضن معرض مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الطائف فيصل الخديدي «ثمة ما يستحق»، وإذا أرد الزائر إكمال الفرجة للساحة الخلفية لقصر شبرا فإنه يجد في الخلف قاعة (الحرف الشعبية) التي تحتضن في داخلها أجنحة كتب عليها أجنحة السنترال، مبيض الدلال، مسجد وكتاب، بازان، رفه، مصلح الأتاريك، خراز، فوال، عطرجي، صائغ، لحام، خياط، حلاق وحجام، قطان، نحاس، دكان، إضافة إلى دراجة ساعي البريد والقهوة الشعبية وجميعها اكتنزت بالأدوات القديمة التي تكسوها الأتربة. أما إذا تركك مرشدك السياحي فإنك لا تجد منفذا للرجوع إلا باب خلفي صغير يقودك إلى داخل القصر بجوار درج مفروش بالسجاد الأحمر يقودك إلى الدور العلوي للقصر الذي لا تجد فيه ما يسر نظرك سوى لوحات ترصد التاريخ الاجتماعي والعمراني للمملكة علقت في بهو الدور.