في مقال ساخر للكاتب البارع والأديب المبدع الدكتور حمود أبو طالب في جريدة المدينة، وتحت عنوان: ياعيني عل العز، كتب أبو طالب ساخرا من أحوال مدينة جدة على أيدي القائمين على أمرها في الأمانة، حيث أشار إلى اهتمام الأمانة الموقرة بتوفير القفازات والمطهرات والمحارم لمستخدمي عربات التسوق في أسواق المدينة خشية انتقال الميكروبات والجراثيم إلى أيدي المتسوقين، في الوقت الذي تعاني فيه جدة وأهلها من تدهور في المرافق ونقص في الخدمات، وراح يصور لنا وضعا يوتوبيا (مثالي، نموذجي) للمدينة حيث اختفت حاويات النفايات لعدم وجود قمامة، وأصبح بإمكان المواطن أو المقيم أن يفترش شوارع المدينة من نظافتها ونعومتها واختفاء الحفر والمطبات منها، بحيث أصبحت أشبه بالفراش الوثير، كما أصبح شاطئ جدة «لازورديا» هادئا آمنا، وتوارت في الذكريات فجيعة غرق المواطنة فاطمة صعب، ولم يعد أطفالنا في جدة يعرفون شكل البعوض إلا في كتب العلوم بمدارسهم، وتمادى أبو طالب في أحلامه وظن مع أمانة جدة أننا سندخل العالم الأول مرة واحدة، مع أننا مازلنا في قاع العالم الثالث. لقد راح كاتبنا يوزع الأنواط والأوسمة والشهادات دون أن تكون لهذه كلها جهات معترف بها ولها حق المنح على أمانة جدة، وأخذنا معه ونحن نلومه في ذلك لبراعته وملكاته الأدبية إلى عالم الأحلام، وصدقنا أننا في مدينة هي عروس البحر الأحمر، ذات الثراء المشهود له بين الناس، والذي لا تبخل حكومته على كل شبر من تراب الوطن بالبذل والإنفاق، الذي يقابل من أمانة جدة بسوء الإدارة، أو ما يمكن أن أسميه بالعقوق والعصيان. ويبدو أن العزيز أبو طالب قد نظر إلى ما حوله في جدة فقط، ونسي ما يعانيه أبناؤنا في شتى أنحاء البلاد، وقد حصلوا في الثانوية العامة على معدلات تقترب من الدرجات النهائية، وفي الوقت ذاته عجز الكثيرون من هؤلاء عن الالتحاق بكلية تتناسب وقدراتهم، في الوقت الذي تحقق هذا ولا نعرف كيف تحقق لمن هم دونهم، وأصبح عليهم أن يواجهوا مستقبلا غامضا لا يحقق أمانيهم وطموحاتهم، أو على الأقل أصبح على القادرين منهم أن يتغربوا في الشرق والغرب لدراسة الطب والصيدلة والهندسة، وهم الذين بذلوا كل ما في وسعهم وحققوا التفوق المطلوب. العز الذي أشرت إليه يا أخي العزيز ليس فقط في جدة من خلال سلبيات أمانتها التي فاقت إيجابياتها، وإنما العز موجود أيضا في وزارة التعليم العالي التي لم تترك طالبا إلا وألحقته في الجامعة حتى يكون جميع أبناء الوطن متعلمين لا يقفون عند حد التأهيل الثانوي (ياعيني). إننا بالفعل سواء في جدة أو غيرها محسودون على ما نحن فيه من نعم، لكن هذه النعم في أيدي من لا يحسنون توظيفها لصالح الوطن والمواطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة