لاشك أنكم سمعتم كثيرا بمصطلح (ميت طبيا) أو (ميت دماغيا) ولكن هل سمعتم بمصطلح (ميت قانونيا)؟، أنا حظيت بمعرفة شخص متوفى من الناحية القانونية والقضائية حيث تلقيت رسالة من هذا الشبح وبإمكانكم أن تتعاملوا معي الآن باعتباري كاتب العفاريت ومراسل الجريدة من العالم الآخر!. المثير في الأمر أن الوثيقة القانونية التي أرسلت إلى من العالم الآخر تثبت أن بطل القصة حي ومتوفى في الوقت ذاته، حيث أنه في أحد سطور الوثيقة يحضر بصفته موكلا لابنه ضمن بقية الموكلين من الورثة وفي سطر آخر يحضر (أو بتعبير أدق يغيب!) بصفته متوفيا يسألكم الدعاء له بالمغفرة والرحمة. ملخص القصة العجيبة أن أم أحمد أرملة عجوز ذهبت مع بناتها وابنها الأصغر لتوكيل الابن الأكبر باستلام الراتب التقاعدي للزوج المتوفى، وفي مقر كتابة العدل حدث خطأ ما (الأخطاء ليست طبية فقط!) وتم إيراد اسمها ضمن الموكلين ثم ورد اسمها مع زوجها ضمن عداد الأموات، وقد اختفى اسم إحدى بنات المتوفى من الصك ويصعب الجزم ما إذا كانت حية أو ميتة في نظر القانون، وهكذا صدر الصك العجيب الذي لم يعد له قيمة بسبب صيغته الحافلة بالمتناقضات. حسنا.. يمكنكم أن تقولوا بكل بساطة أنه خطأ غير مقصود والأخطاء تحدث في أحسن العائلات القانونية حيث تستطيع أم أحمد (المتوفاة بحكم القانون) النهوض من قبرها القضائي وتجميع أولادها وبناتها مرة أخرى والذهاب إلى كاتب العدل مرة أخرى لتصحيح هذا الخطأ المكشوف، ولكن لو كان تصحيح الأخطاء بهذه السهولة لما ردد أخوتنا المصريون مثلهم الشهير: (ما كانش حد غلب)!، حيث توفي الزوج قبل ثمانية أشهر تقريبا ولم تفلح كل المحاولات لتصحيح هذا الخطأ حتى هذه اللحظة رغم تردد الورثة على مقر كتابة العدل الثانية في جدة وفرعها في الخطوط السعودية في حي الخالدية بل أن المشوار في بعض الأحيان ينتهي قبل أن يبدأ، ورغم محاولة أحد الأبناء إيصال الشكوى إلى الوزير عبر الموقع الإلكتروني للوزارة إلا أن والدته لا زالت متوفية بحكم القانون وأخته غير موجودة في هذا العالم. تتحدث أم أحمد من العالم الآخر منتقدة عالم الأحياء العجيب فمهمة كاتب العدل لا تتخطى التأكد من المعلومات ونقلها من السجلات وتتساءل عن جدوى الاختراع البشري الذي يسمى (الحاسب الآلي) ما دام الموظفون يخطئون بكل سهولة ولا يستطيعون تصحيح أخطائهم إلا بشق الأنفس، بل أنهم حتى هذه اللحظة لم يصححوا خطأهم الغريب لا بشق الأنفس ولا حتى بانقطاعها إلى الأبد. لا أحد يستطيع حل مشكلة أم أحمد البسيطة إلا الله سبحانه وتعالى الذي (يحيي العظام وهي رميم)!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة