بدأ فريق دولي مشترك سعودي أمريكي التنقيب عن آثار مدينة جرش التاريخية التي تقع في محافظة أحد رفيدة في أبها للعام الثاني على التوالي، باستخدام مجسات وأجهزة حديثة للتنقيب الأثري باتباع المنهج العلمي في التنقيب في مثل هذه المواقع. وأوضح عضو مجلس الشورى سابقا المؤرخ الدكتور محمد آل زلفة أن التنقيبات الأثرية التي قام بها الفريق السعودي الأمريكي في صيف العام الماضي في مدينة جرش الأثرية، كشفت عن معالم لحضارات متعاقبة، أسست إحداها مدينة مبنية بأحجار تضاهي في ضخامتها أهرامات الجيزة في مصر. وقال آل زلفة: إن الفريق استمر في التنقيب صيف العام الماضي مدة 20 يوما، حيث لا يزال يحمل الكثير من الأسرار، الأمر الذي عاود العمل مرة أخرى خلال الأيام الماضية، وتوقع أن يفتح التنقيب عن الآثار في مدينة جرش التاريخية بابا جديدا للسياحة الثقافية في المملكة عموما وعسير على وجه الخصوص، واصفا ما توصل إليه الفريق حتى الآن بالمطمئن والمشجع لمعرفة كنوز تلك المنطقة التي عايشت حقباً تاريخية مختلفة. ووفقا لحديث آل زلفة فإن الأدلة الأولية تشير إلى أن المدينة تعود إلى ثلاث حقب تاريخية هي: ما قبل الإسلام، الإسلام المبكر، والإسلام في القرنين الخامس والسادس الهجري، كما أن التنقيب يشير إلى أن العصر الأخير شهد تطورات سياسية وظروفا طبيعية أدت إلى اختفاء جرش عن المسرح: السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، والحضاري. ويؤكد في تعليقه على عملية التنقيب أن الفريق الدولي أبلغه صيف العام الماضي أن المؤشرات الأولية تشير إلى أهمية استمرار عمليات التنقيب؛ للكشف عن كامل المدينة، وتوقع أن يستمر التنقيب مواسم كثيرة لما قد يكون مطمورا تحت الأنقاض وتلال الأتربة، وأن تكون جرش التاريخية قبلة للباحثين والمهتمين بالآثار. وقال: إن فريق التنقيب أخبره عن دلائل لوجود المركز الرئيس للمدينة تحت التل الأكبر، الذي توجد فيه صخور مبنية تضاهي في حجمها الأحجار التي بنيت بها أهرامات الجيزة المصرية، وتم تشكيلها بطريقة تدل على التقدم المعماري في تلك العصور، وفي مكان آخر يتوصل الفريق إلى ما يُعتقد أنه أساسات وقواعد لمسجد جامع تعرض للهدم، محاولا معرفة العوامل التي أدت إلى انهياره.