أبهذه الطريقة يعامل الفقير؟ من المؤسف أن يقوم المستودع الخيري في جدة بفصل المياه والتيار الكهربائي عن 40 أسرة فقيرة من الأيتام والأرامل وتهديدهم بالطرد، هل هذه هي الطريقة التي اعتادت المؤسسات الخيرية على التعامل بها مع الفقراء! وهل هذه هي تعاليم الدين في التعامل مع المستضعفين في الأرض! نسوا أو تناسوا أن الفقير يعيش تحت وطأة ظروف نفسية سيئة، فبالرغم من قسوة الحرمان وقهر الحياة لايلقون التعامل الإنساني الذي يخفف من معاناتهم التي ليس لهم ذنب فيها، ولكنها قدر أن يتعاملوا من مجموعة نزعت من سرائرهم الرحمة. أولى أولويات العمل الخيري الذي يجب أن تعلمه المؤسسات الخيرية لأفرادها كيفية تقديم الدعم المعنوي وهو الأهم ومن ثم التوجيه فالدعم المادي، بدلا من عربدة القوة وقهر المستضعفين. واقع الجمعيات الخيرية بحاجة إلى إصلاح جذري فقبل عدة أشهر ظهرت على السطح قضية فساد جمعية البر في جدة وقرضها الحسن بقيمة ثمانية ملايين ريال لصالح شركة صدق من الأموال التي خصصها المحسنون للفقرء! وهو دليل حي على انحراف القيم وانعدام الرقابة إلى الدرجة التي تحول مبالغ مخصصة للفقراء إلى دعم شركة مساهمة بقرض حسن! وأما الفقراء وللأسف يتم فصل الماء والتيار الكهربائي عنهم. ألا ساء ما يحكمون!!! الموقع الإليكتروني للمستودع الخيري في جدة يشير إلى أن عدد زواره 23 شخصا وأن لديهم طاقما متخصصا للعلاقات العامة وللتواصل مع التجار، والحقيقة أن زيارة 23 شخصا فقط للموقع والتهديد بطرد الأرامل والمطلقات مؤشر للدور الذي يقوم به هؤلاء الموظفون. في مشاهدة مختلفة في المجتمع كان يلاحظ حرص بعض الطغاة للأسف أن يبقى الفقراء من معارفهم بنفس الحالة المادية دون أن تتحسن لتسهل السيطرة عليهم وشراء أراضيهم بأسعار بخسة، ويظهروا أمام المجتمع أنهم محسنون!. تلك المشاهد ساهمت للأسف في تعظيم الفجوة بين الأغنياء والفقراء وقهر الفقراء، والأكيد أن تلك المشاهد بحاجة إلى بتر من المجتمع لسلامته النفسية والاقتصادية لينشغل الجميع في قضايا شراء أصول لورثتهم بطرق شرعية بدلا من رسم خطط الاستيلاء على الفقراء والمستضعفين بغطاء قانوني. نحن اليوم بحاجة إلى إعادة تقييم ملف الفقر في المملكة من خلال حصر الفقراء والمحتاجين من المطلقات والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والمتعففين ونشر إيضاحات من الجمعيات الخيرية عن عدد الفقراء والأيتام الذين يرعونهم وقيمة الأصول المالية المتوفرة لديها والدعم الذي يطمحون إليه من المجتمع، وعلى أثرها يتم تغيير الفكر الإداري في الجمعيات الخيرية من خلال توفير نظم معلومات إدارية ومالية ورقابية كمرحلة أولى وتقديم دعم إرشادي للفقراء للحصول على وظائف وتدريبهم والتعاون مع مراكز عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع أو أي صندوق لدعم المشروعات الصغيرة لتمويل مشاريع للفقراء تسهل رفع مستوى دخلهم، بالإضافة إلى رسم خطط لتوفير الموارد المالية ليتم التعامل مع ملف الفقر بجدية أكبر. نطمح من الجهات المختصة أن تملك حصصا في شركات القطاع الخاص كالزراعية منها وغيرها لهدفين استراتيجيين، الأول: السيطرة على أسعار المنتجات الاستهلاكية، والهدف الثاني: توظيف الفقراء في تلك الشركات، وفي الوقت نفسه يتم ضخ أرباح حصتها من تلك الشركات في تمليك منازل للفقراء وتحسين مظاهر الحياة الاجتماعية لهم، وبالتالي يخف العبء المالي تدريجيا عن تلك الجهات وتتحسن الحالة المادية للفقراء.. يقظة إمارة المنطقة في التعامل مع شكاوى الأسر الأربعين تشكر عليها، ونحتاج إلى جيل نهضة جديد للتعامل مع قضايا الفقر والقضايا الاجتماعية الأخرى بحس وطني عال ليتمكن المجتمع من النهوض ورسم شعاع الأمل في أرجاء الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة