تغوص الدكتورة غادة الخولي استشاري الطب النفسي في جدة في أعماق الحياة الزوجية محددة أسباب تآلفها من ناحية واختلافها من ناحية ثانية. وتؤكد أنه يمكن تجنب المشاحنات الزوجية بتبني ثقافة الاعتذار وتدريب أولادنا عليها وبالصبر وكتم الغيظ وعدم التمادي في الغضب. التنشئة الاجتماعية هل تعزى أسباب قلة المحبة والمودة بين الأزواج إلى التنشئة والتربية منذ الصغر؟ • • نحن ننشئ أولادنا وبناتنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة على معنى الزواج ودور كل منهم فيه وطريقة تعبيره عنه وما ينتظره من الطرف الآخر لكي يشعر بحبه له. فاذا وجدنا رجلا لا يستطيع التعبير عن عواطفه لزوجته مع أنه يحبها فذلك لأنه تعلم منذ الصغر أن الرجل لا يعبر عن الحب، لأن هذا علامة ضعف ويعطى فرصة للمرأة أن تتحكم فيه، ونجد امرأة تخجل من زوجها مع أنها تعلم أنه حلالها، وأن الله سبحانه وتعالى أمر بهذا، لأنها تعلمت أن العلاقة الجنسية أما عيب وأما قرف، وعلى هذا فهي لا تستطيع أن تتفاعل مع زوجها بشكل سليم، وبهذا فالتنشئة تعلمك وتقولبك على من ستكون أو تكونين كحبيب، حبيبة، كزوج، زوجة، كأب، وأم! منغصات الحياة الزوجية مالأشياء التي يمكن أن تنغص الحياة الزوجية؟ • • هذا سؤال كبير ومن الصعب الإجابة عليه بشكل منطقي، ولكن في سياق عام فإن أهم عامل في الحياة الزوجية هو قرار الزوجين بأن يعيشا مع بعضهما ويتخطيان الصعاب، فالنية في بداية العلاقة والإصرار على النجاح أهم عامل، يحضر بعد ذلك شخصية الزوجين والتربية ويحضر الأهل والنسب والعائلة وهذا أيضا يعتمد على شخصية الزوجين، فهما من يسمحوا للعائلة أن تعلم ومن ثم تتدخل. وعموما لا تخلو حياة زوجية كانت أم غير زوجية من أسباب منغصة، ولكن المهم أن ننظر إليها على أنها جزء من الحياة ونصر على التعامل معها. الإهمال العاطفي هل للإهمال العاطفي جانب في توتر العلاقة الزوجية؟ • • الإهمال العاطفي يؤدي إلى أن تموت هذه العلاقة وتصبح غير موجودة وليس لها أي إمارة نفسية أو جسدية في حياة الزوجين.. فأي علاقة كائن حي يحتاج إلى الماء والهواء والأكل والملبس والحماية والأمان والتطور والنمو، وفي حال العلاقة الزوجية هذه الأشياء هي، الحب، التعبير، التجديد، التقدير، الاستحسان، الشهوة، الغزل، الطرافة، المفاجآت، العناية، والخصوصية وغيرها. هل للتعارف على وجهات النظر قبل الزواج تأثير إيجابي لما بعد الارتباط؟ • • بالتأكيد ولكن هنا يوجد حقيقة مهمة جدا، ألا وهي أن هذه المعرفة لا تتطلب وقتا طويلا، ولكن تتطلب صراحة ووضوحا ومناقشة، وقد يحدث هذا في ساعة وليس في سنة ولكن قد تصل المعرفة إلى سنوات و لا يعرف أي منهما عن الآخر، فهم يضيعون الوقت ويخفون عيوبهم عن بعضهم ويتنازلون فيما لن يستطيعوا تحمله فيكلفون أنفسهم فوق وسعها ثم يشكون ويقولون تنازلنا ويا ليتنا ما فعلنا. ما الحلول والمقترحات لتجنب المشاحنات بين الأزواج؟ • • تبني ثقافة الاعتذار وتدريب أولادنا عليها ولا نقرنها بالتضحية أو الدونية، ولكن نقرنها بالفخر والعزة والقرب من الله سبحانه وتعالى والصبر، ذلك أن ذوبان الاختلاف بين الطرفين يحتاج إلى وقت وجهد وكتم الغيظ ولجم النفس فلا نتمادى فى الغضب. تخطي الحواجز العاطفية كيف السبيل لتجنب الحواجز العاطفية؟ • • في الوقت الخاص بالزوجين في أوقات ينفرد فيها الزوجان وعلى الأبناء الاستئذان منهما، واحتراما للخصوصية وبالدعم النفسي والمعنوي بين الطرفين شيء أساسي لاستمرار الحياة الزوجية، فلابد أن يجد كل طرف نفسه في هذه الحياة ولا يشعر أنه يعيش فقط من أجل الآخر ولكن وجوده مع الآخر يعود عليه بالتشجيع والمساندة والاحتواء فهذا يضمن الاستمرارية بنجاح، وباحترام النقد وليس الانتقاد، فلا بد من أن نتقبل النقد من الطرف الآخر، ولكن الانتقاد يجرح ويفرق ويعطي انطباعا بالتشفي والانتقام والتهكم وليس الإصلاح في الحياة الزوجية.