مشكلتي أن ابنة أخ زوجي، التي تبلغ من العمر عشر سنوات، قد اتهمتني بأنني آتي إلى المدرسة بعد نهاية الدوام وأضربها، وجميع من سمع بهذه التهمة الباطلة من عائلة زوجي يصدقها، وقاطعوني أنا وزوجي بسببها، وأنا أريد أن أفند هذا الافتراء، ولكن لا أعرف كيف؟ مع العلم أن هذا افتراء والكل قد سمع به. المشكلة أنها مصرة على ذلك هي وأمها. الأخت الفاضلة.. مشكلتك تبدو في واقع الأمر غريبة، وربما تكون خلفيات نفسية أو اجتماعية أكبر مما هو ظاهر في نص رسالتك، إذ إن المعتاد أن يصدق الناس كلام الكبار أكثر من الصغار ما لم يكن هناك ما يؤكد تماما صدق ما قاله هؤلاء الصغار، وأرى شخصيا أنه لا مبرر لذلك سوى أن تكون هناك مشكلات بينكم وبين أحد في العائلة وخاصة أسرة هذه البنت؛ ما جعلهم يصعدون هذا الخلاف لهذه الدرجة دون أن يتأكدوا بالدليل القاطع من صدق ما قالته، وربما أغراهم ضعفكم في إظهار حقيقة الأمر بالتمادي في موقفهم، وربما تكون هذه البنت مدللة لدرجة تصديقها في كل ما تقول، أو أن الأم هي المغرورة بابنتها.. أيا ما كان الأمر فسوف نحاول مساعدتك في الوصول لكيفية تفنيد هذا الافتراء، لكن بعد أن نشير إلى بعض النقاط المهمة: أولا: إذا كانت هناك مشكلات اجتماعية أو رواسب نفسية لدى هؤلاء فلن يكون أي شيء تقومين به الآن مقنعا لهم دون حل هذه المشكلات وإزالة هذه الرواسب. ثانيا: رغم أنني أقدر تماما ما تعانين منه، وأعرف كم هو مؤلم نفسيا، إلا أنني أرجو ألا تجعلي دفاعك المستميت عن نفسك هو شغلك الشاغل، فما دمت لم تفعلي ما قالوا عنه وهم يصرون على اتهامك بالباطل فلا تهتمي بأمرهم، لا تقاطعيهم ولكن في نفس الوقت لا تمنحيهم أكثر مما يستحقون؛ إذ إن ضعف الضعيف هو ما يغري المتكبر في كثير من الأحيان بالمزيد من الكبر، وأعرض عليك هنا مقولة مهمة لماركوس أو ريليوس يقول فيها: «أن يسخر مني الناس فهذا شأنهم، أما ما يعنيني فهو ألا يكون هناك شيء أفعله يستحق هذه السخرية». ثالثا: اكتفي أنت وزوجك بإجراء محاولة أخيرة لتوضيح الموقف مع الاتفاق على أنه إذا لم يستجيبوا لهذا التوضيح فهذا شأنهم، وقد فعلتما ما في وسعكما وتوقفا عن ذلك ولا تسمحا لهذه المشكلة بعد ذلك أن تعكر صفو حياتكما. أما بالنسبة لتفنيد هذا الاتهام فأنا أقترح الحل الآتي: * اختاروا شخصا منصفا تحترمه العائلة وأطلعوه على الحقيقة عبر بعض الأسئلة المهمة مثل: كم مرة ذهبت إليها في المدرسة وقمت بضربها، وإذا كان هذا قد حدث أكثر من مرة فلماذا لم يرسلوا من يتأكد من حقيقة الأمر ولو من على البعد؟ ما الدافع من وجهة نظرهم لتفعلي ذلك؟ وكيف تفعلين ذلك وأنت متأكدة أنها ستذهب وتحكي لأهلها؟ ما البينة أو الدليل الذي يؤكد على ما ذهبت إليه الفتاة؟ لماذا كل هذا الإصرار على تصديقها وتكذيبك؟ على أن يقوم هذا الشخص بالتوسط في حل هذه المشكلة دون لقاء مباشر بينكم وبينهم، فإذا ما حدث تقارب في وجهات النظر فيمكن أن يتم اللقاء. إذا لم يكن هذا الشخص متوفرا، وكنت لا زلت مصرة على حل أخير، فأرى أن تكتفي برسالة ترسلونها إليهم على الموبايل، أو بأي شكل توضحان فيها الموقف، وأن حرصكما على توضيح الموقف ليس لأنك أخطأت فهذا لم يحدث، ولكن حرصا على الأواصر الاجتماعية في العائلة ثم تتركان الموقف بعد ذلك. الأهم من هذا وذاك وما دمت مظلومة فعليك اللجوء إلى الله أن يكشف حقيقة الأمر، ويكشف عنك هذه الغمة دون أن تستعجلي حدوث ذلك، بل أكثري من الدعاء بكل ما تريدين في هذه الفترة فدعوة المظلوم قريبة من الإجابة. المجيب: أشرف محمد شاهين