«يقف مجتمعنا اليوم في نقطة المنتصف بين عمليتي مونتاج، فالقنوات المحلية تمنتج همومه تحاشيا للصداع والقنوات الخارجية تمنتج أحاديثه بحثا عن الصداع، ودعوات المقاطعة ليست إلا حبة (بنادول) مسكنة يزول تأثيرها بعد فترة وجيزة، والحل الحقيقي يكمن في وجود وسائل الإعلام المحلية التي تملك القدرة والمساحة الحقيقية التي تمكنها من تلبية تطلعات المشاهدين». هكذا ختم مقالته العكاظية الكاتب الرائع خلف الحربي الاثنين الفارط في حديثة عن تهور الشاب الذي ظهر على قناة فضائية مفاخرا بمغامراته الجنسية والغرامية على مرأى ومسمع الملايين الذين شاهدوا الحلقة، أما الذين لم يشاهدوها فقد تعقبوا روابطها في موقع اليوتيوب الشهير، أو المنتديات المتعطشة لمهرجان الفضائح وخصوصا إذا المسألة ترتبط بسعودي أو سعودية! ولا أرغب في الخوض في أسباب ومشاكل وعلاج وحلول و(البلاوي المتلتلة) حول هذا الموضوع، ولكن الزميل خلف اختصر الموضوع فيما كنت قد تحدثت فيه لإحدى القنوات الإعلامية عن أهمية وجود تلفزيون الواقع لدينا وهذا ليس على غرار ستار أكاديمي أو الكاميرا الخفية! بل على غرار قنوات مصرية ولبنانية تنزل إلى الشارع وتكسر هيبة الكاميرا لتتحول إلى صديق للمواطن البسيط الذي يعبر عن مواجعه وهمومه، وتنقل صور حياته الواقعية بعيدا عن المثالية التي تصورها التلفزيونات الرسمية. نعم نحن بحاجة لقناة حقيقية تنصب كاميراتها في زوايا شوارعنا الخلفية وأركان منازلنا المغلقة؛ لتلتقط أدق التفاصيل وتناقش كل ما هو مسكوت عنه من مشكلات تحولت إلى قضايا بسبب التجاهل والتغييب وتحت ذريعة المجتمع الملائكي لنصل إلى حلول ناجعة ونضع أيدينا على الجرح ونساهم جميعا في علاجه بدلا من تخديره مؤقتا! إن التجربة المصرية في الإعلام الشوارعي إن جازت التسمية متمثلا في قناتي المحور والحياة لهو نموذج عربي ناجح رغم استنساخه من الإعلام الغربي الذي يعتبر مثاليا قياسا بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحياتية العربية المتردية. ولعلي أشيد هنا ببعض برامج القناة الرياضية السعودية في طرحها لقضايا ذات حساسية اجتماعية عالية، ولكنها مجهودات تظل ضائعة أمام طوفان الفضائيات الهادر الذي دخل إلى بيوتنا واقتحم غرف نومنا دون استئذان! باختصار نحن نحتاج المكاشفة والمصارحة حتى لا يتكرر (لورانس البال توك) ولايستنسخ (مجاهر) آخر، ولا تمنتج حياتنا من قبل الآخرين.. ويكفي! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة