كشف مصدران أن المعارضة المسلحة، بعد نحو 13 عاماً من الحرب الأهلية، وجدت أن الفرصة سانحة للانقضاض على حكم بشار الأسد، مؤكدين أنها أطلعت تركيا منذ نحو 6 أشهر على خططها لشن هجوم كبير، بعد أن حصلت على موافقة ضمنية من أنقرة. وخلال أقل من أسبوعين نجحت قوات المعارضة السورية وبسرعة لافتة في تحقيق هدف السيطرة على حلب، ثاني أكبر المدن السورية، حتى وصلت إلى دمشق، من دون مقاومة تذكر، وأسدل يوم الثامن من ديسمبر الستار عن نحو 6 عقود من حكم عائلة الأسد لسورية. وبحسب المصدرين، فقد اعتمد تقدم المعارضة المفاجئ على ظروف مواتية، لعل أبرزها ضعف قوات الجيش السوري الذي بدا منهكاً ومحبطاً بعد انسحاب الحلفاء. المصدران وهما دبلوماسي في المنطقة وعضو في المعارضة السورية، أكدا أن المعارضة المسلحة لم تكن لتسير في هذا الطريق من دون أن تخطر تركيا أولاً. ومن المعروف أن تركيا تنشر قوات على الأرض في شمال غرب سورية، وتقدم الدعم لبعض الفصائل المعارضة التي كانت عازمة على المشاركة مثل (الجيش الوطني السوري)، رغم أنها تصنف هيئة تحرير الشام «منظمة إرهابية». ووفق الدبلوماسي فإن الخطة التي وصفها بالجريئة للمعارضة كانت من بنات أفكار هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع الملقب ب«أبومحمد الجولاني». وعلى مدى فترة ليست قصير، وفق ما أفاد المصدران، فإن أنقرة التي أبرمت اتفاقاً مع روسيا عام 2020 لتهدئة القتال في شمال غرب سورية، ظلت تعارض مثل هذا الهجوم، خشية من أن يسفر عن موجات جديدة من اللاجئين إلى أراضيها، التي تضم نحو 3 ملايين لاجئ جراء الحرب الأهلية. ولفت المصدران أن المعارضة وجدت أن موقف أنقرة تجاه الأسد يزداد تصلباً في وقت سابق من هذا العام بعد أن رفض مبادرات متكررة من الرئيس طيب أردوغان للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. وكشف المصدر المعارض، أن فصائل المعارضة أطلعت تركيا على تفاصيل المخطط، بعد أن حاولت أنقرة التواصل مع الأسد دون جدوى. وأفصح أن الرسالة كان مفادها أن المسار الآخر لم ينجح على مدار سنوات، لذا جربوا طريقنا، ليس عليكم فعل أي شيء، فقط لا تتدخلوا. وكان زعيم المعارضة السورية في الخارج هادي البحرة قال ل«رويترز» الأسبوع الماضي إن التخطيط المشترك بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري كان محدوداً قبل العملية واتفقا على التعاون وعدم الصدام. فيما أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة (الأحد)، أن جهود أردوغان في الأشهر القليلة الماضية للتواصل مع الأسد باءت بالفشل، وأن بلاده كانت تعلم أن شيئاً ما قادم.