هناك لاعبون تعرضوا خلال مسيرة حياتهم الكروية في الملاعب الرياضية إلى مشاكل في أقدامهم، وعلى إثرها جاء قرار الأطباء بضرورة التدخل الجراحي وبتر أقدامهم إنقاذًا لحياتهم، مما جعلهم يبتعدون عن المستطيل الأخضر كلاعبين ولكن ظلت علاقتهم مع أنديتهم ولاعبيها متواصلة اجتماعيًا، ومن أشهر هؤلاء اللاعبين، لاعب باريس سان جيرمان المهاجم الفرنسي برونو رودريغيز؛ الذي عانى من الآلام سنوات طويلة بسبب الإصابات وأدت الحقن المسكنة التي كان يتحصل عليها في الكاحل إلى مضاعفات خطيرة استوجبت البتر، كما فقد حارس المرمى البرازيلي جاكسون فولمان إحدى قدميه نتيجة كارثة تحطم الطائرة التي استقلها وكان من ضمن الناجين الستة، بينما لقي 71 شخصًا مصرعهم. ومن اللاعبين أيضًا البولندي مارسين أوليكسي الذي تعرض لحادث مؤسف، حيث سقطت آلة على ساقيه مما أدى إلى بتر طرفه الأيسر السفلي. كما تعرض مهاجم فريق سيرفوس المكسيكي آلان كويفاس إلى صعقة كهربائية خلال وجوده في منزله أدت إلى إصابته بحروق بالغة لم يكن أمام الأطباء معها سوى اختيار قرار بتر ساقه. بُترت أقدامهم إلا أنهم واصلوا حياتهم بمعنويات عالية ومرتفعة وحول موضوع بتر الأقدام يقول استشاري جراحة الأوعية الدموية الدكتور صالح عثمان ل«عكاظ»:«يسعى الأطباء دائمًا إلى عدم الوصول إلى مرحلة بتر الأقدام، ولكن في كثير من الأحيان لا يكون هناك أي حل سوى قرار البتر لإنقاذ الشخص، وهناك مسببات عديدة للبتر أشهرها مرض السكري، أورام العظام، الحوادث المرورية، وغير ذلك من الحالات التي يحددها الطبيب، ولكن في عالم كرة القدم وحسب الشواهد فإن حالات البتر التي تمت لبعض اللاعبين كانت لأسباب حوادث فردية تعرضوا لها ولم تكن لأسباب مرضية محددة». وتابع: «عندما يقرّر الطبيب المعالج عملية (البتر) فهنا يسعى لتحقيق هدفين أساسيين؛ الأول إزالة الجزء المصاب أو التالف من الطرف، والثاني هو إعادة ترميم الطرف المتبقي، ويجب عليه أن يعزز إعادة التئام الجروح الأولية أو الثانوية، وكذلك إنشاء العضو الحسي والحركي الأمثل، ويعتمد نجاح كل عملية بتر على التوازن بين هذين الهدفين الرئيسيين. وأضاف: «يختلف رد الفعل النفسي بين فرد لآخر عند قرار البتر، ولكن أهم الأعراض التي يشترك فيها الجميع هو الشعور بصدمة نفسية قوية ومعنويات متدهورة، وخصوصًا إذا كان فرداً معروفاً ومشهوراً كاللاعبين، فهنا يشعر بألم شديد كونه خسر حياة الأضواء وانعزل اجتماعيًا عن الجميع وما يزيد من معاناته النفسية أن تواصل الآخرين معه يقل كثيرًا بل قد يصبح معدوما». وأردف: «هناك لاعبون رغم بتر أقدامهم إلا أنهم واصلوا حياتهم بمعنويات عالية ومرتفعة، وبعضهم واصل شغف كرة القدم بالعكازات أو الأطراف الاصطناعية، كما لم تنقطع علاقتهم بأنديتهم واللاعبين، وهذا يؤكد أهمية تعزيز الجوانب النفسية ورفع المعنويات من قبل جميع المحيطين بالشخص، ففقدان قدم ليس بالأمر السهل من حيث الجوانب الاجتماعية والنفسية للاعب أو فرد آخر». وختم د. عثمان حديثه بقوله: «لا يمكن الوقاية من الحوادث المؤدية للبتر؛ التي تحدث بشكل مفاجئ إلا باتخاذ أساليب الحماية الخاصة لكل موقف، ولكن يمكن تجنب البتر الناتج عن التقرحات التي تؤدي إلى الغرغرينا، كالتي تنتج عن داء السكري، فغالبًا ما تؤدي قرح القدم المعقدة بسبب العدوى إلى بتر الأطراف، لذا يجب على السكريين الحرص على جعل نسبة سكر الدم في النطاق المحدد، كما ينصح الأصحاء بتجنب جميع المسببات التي قد تستوجب بتر الأقدام، لا قدّر الله».