من أكثر الأمور التي قد تؤثر على أداء اللاعبين هو مواصلة السهر لساعات متأخرة في اليوم الذي يسبق ليلة المباراة، إذ إن أهم نصيحة يوجهها عادة الفريق الطبي التابع للنادي هو تجنب السهر حتى لا ينعكس أثر ذلك سلباً على أدائهم في الملعب يوم المباراة، وقد يتعرضون لفقدان التوازن والانسجام في مختلف وظائف الجسم. ويقول استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي: يحتاج اللاعبون إلى ثماني ساعات من النوم والراحة أسوة بالجميع وخصوصاً ما قبل المباراة، إذ إن عدم حصولهم على ساعات كافية من النوم قد ينعكس على لياقتهم البدنية وقدراتهم الفنية حتى لو اهتموا بالتغذية الجيدة، فحاجة النوم للبشر توازي نفس حاجته للطعام والماء والرياضة، كما أنه خلال النوم يقوم الجسم بإصلاح الأنسجة العضلية وتجديد الخلايا، مما يسهم في تقوية العضلات وتحسين القدرة على التحمل. وتابع: سهر اللاعبين ما قبل المباراة يرهق الأعصاب والعضلات، وهذا ينعكس بالتأثير السلبي على اللياقة لتراجع طاقة الجسم، وبالتالي صعوبة مجاراة اللاعبين الذين يتمتعون بالراحة الجسدية واللياقة البدنية العالية، أيضاً قد يقود عدم حصول اللاعب على كفايته من ساعات النوم إلى الزيادة في مستويات الإجهاد والتوتر كثيراً وشعوره بالإرهاق والتعب طوال فترة المباراة. وأضاف: في إحدى الدراسات بجامعة ستانفورد درس الباحثون أنماط النوم عند بعض اللاعبين، وأتضح أنه عندما عزز اللاعبون نومهم من معدل أقل من سبع ساعات في الليلة إلى 8.5 ساعات، تحسن أداؤهم والحالة المزاجية وقلّت متاعبهم الجسدية، وأصبحت لياقتهم البدنية أفضل من السابق مقارنة بأيام السهر. وأكد أن راحة الجسم تتكيف مع تقلب الليل والنهار، وهذا التكيف يكون نتيجة لنظام الساعة البيولوجية، ففي ساعات الليل يشعر الإنسان بالنوم ويميل إليه، وأما في النهار، فيكون الإنسان في ذروة نشاطه، ويحافظ الجسم على هذا النظام لمدة طويلة؛ لذا ينصح جميع اللاعبين بالنوم المبكر وتجنب السهر والاستيقاظ في الوقت المحدد وجعل ذلك قاعدة يومية وليس أيام المباريات فقط. ويقدم الدكتور ولي بعض النصائح لجميع اللاعبين لتحقيق أفضل أداء رياضي وتحسين جودة النوم ومنها وضع روتين ثابت للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، تهيئة بيئة النوم بجعل غرفة النوم مظلمة وهادئة ومريحة، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم فذلك يعيق مرحلة الدخول في النوم، وضرورة تجنب تناول مشروبات الكافيين قبل النوم، فذلك يؤثر على جودة النوم ويمهد للأرق؛ لذا يُفضل تجنبها قبل النوم بساعات عدة.