انطلقت، اليوم (الخميس)، النسخة الأحدث من معرض الكتاب الدولي في الرياض، في رحاب جامعة الملك سعود، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة محلية وعربية وعالمية، من أكثر من 30 دولة تتوزع على امتداد 800 جناح، ويتضمن برنامجاً ثقافيّاً يعكس الإرث الثقافي الغني للمملكة من خلال 200 فعالية تناسب جميع الفئات العمرية، إضافة إلى الأنشطة المعرفية والفكرية التي تعزز ثقافة القراءة وتشجع الإبداع الثقافي، ويعد أهم وأكبر المنصات الثقافية الدولية في الوطن العربي، والأكثر تنوعاً بين معارض الكتاب العربية، ويقام خلال المدة من 26 سبتمبر الجاري، إلى 5 أكتوبر القادم. وتحل دولة قطر ضيف شرف على المعرض، ويُسهم رواد الثقافة والأدب والفن وأبرز الجهات المعنية بالعمل الثقافي في دولة قطر الشقيقة، ما يُتيح للجمهور التعرف على الموروث الثقافي والفكري، عبر جناح خاص في المعرض يتضمن مجموعة من المخطوطات النادرة وعدداً من إصدارات وزارة الثقافة القطرية. وعدّ الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، استمرار معرض الرياض الدولي للكتاب، منذ خمسة عقود بما يمثله من أهمية كبيرة على صعيد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في المملكة واهتمامها المستمر ودعمها غير المحدود للثقافة والعمل الثقافي، وترسيخاً لمكانة المملكة المهمة في صياغة المشهد الثقافي العربي. وأوضح أن اختيار قطر ضيف شرف للنسخة الحالية، يتيح استعراض الروابط الثقافية والتاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وتمكين زوار المعرض من الاطلاع على المنجزات القطرية المتعددة في شتى مجالات الثقافة، لافتاً إلى أن النسخة الجديدة من المعرض استقطبت مشاركة واسعة من الناشرين، ما يدعم قطاع النشر المحلي والعربي، ويطوّر الصناعات الثقافية والإبداعية، ويؤكد مكانته الفكرية والأدبية والثقافية المرموقة إقليميّاً ودوليّاً، وإسهاماته المستمرة في تعزيز الإنتاج المعرفي للمملكة، وتعزيز مكانتها الثقافية الرائدة في المنطقة بما يتماشى مع مرتكزات الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030. مؤكداً أن المعرض يقدم لزواره من عشاق الثقافة والكتاب رحلة معرفية وثقافية مبتكرة تواكب وتوظف أحدث التقنيات الحديثة والحلول الرقمية، وتمكّنهم من التعرف على الآلاف من الإصدارات الجديدة والعناوين في مختلف المجالات، وتتيح لهم الاستمتاع بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي يتضمنها البرنامج الثقافي المتنوع والثري للمعرض بمشاركة كوكبة من أهم رواد الثقافة والفن والأدب في السعودية والمنطقة والعالم، ما يجعل زيارة نسخة 2024 من المعرض تجربة معرفية وثقافية مميزة وملهمة تتكامل مع نجاحات النسخ السابقة من المعرض. وتشهد نسخة هذا العام تطورات ملحوظة؛ من بينها إنشاء منطقة الأعمال بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية كأول مشاركة لها في المعارض ما يمنحها فرصة تقديم خدماتها للناشرين، إضافة إلى أجنحة الجهات الحكومية والتمويلية ذات العلاقة بقطاع الأعمال في النشر. وتنظم منطقة الأعمال برنامجاً خاصاً يشمل جلسات حوارية وورش عمل في نطاق الأعمال التجارية وريادة الأعمال والتراخيص وحقوق النشر وغيرها. ويولي المعرض أهمية خاصة بالطفل، إذ يخصص منطقة واسعة تقدم عشرات الأنشطة الأدبية والثقافية والترفيهية والمسابقات؛ التي تُعزز القدرات الإبداعية لدى الأطفال والناشئة، وتهدف إلى إلهامهم وتنمية حب القراءة والاستطلاع لديهم، واكتشاف مواهبهم وتنميتها. ويعزز المعرض جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة بتوفير البيئة الحاضنة والمشجعة للإبداع الثقافي، ودعم صناعة النشر المحلية، وتمكين الأدباء السعوديين وتوفير المنصة التي تتيح لهم مشاركة إنتاجهم الأدبي مع شريحة واسعة من الجمهور، وذلك عبر تخصيص ركن للمؤلف السعودي من ذوي النشر الذاتي تعرض الكثير من العناوين في مجالات معرفية وأدبية وثقافية مختلفة. وتتيح منصات توقيع الكتب لعشّاق الكتاب لقاء كُتابهم المفضلين، والحصول على إهداءات خاصة، واقتناء أحدث الإصدارات المميزة. كما تستعرض أجنحة الهيئات الثقافية والفكرية الحكومية والخاصة المشاركة، والمؤسسات المجتمعية المهتمة بالثقافة والجامعات أحدث إصداراتها، وتعرض مختلف مبادراتها الثقافية. إرث ثقافي غني للمملكة.. يعكسه برنامج المعرض - يثري المعرض قطاع الثقافة والإنتاج المعرفي والنشر في المملكة، ويعزز ثقافة القراءة لتصبح نمط حياة في المجتمع السعودي، ويدعم صناعة النشر. - يقدم عدداً من الندوات والجلسات الحوارية وورش العمل التي تناقش موضوعات وقضايا ثقافية وفكرية متنوعة، والمحاضرات والأمسيات الشعرية التي تقام على مسرح المعرض، ويقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين والشعراء من السعودية والمنطقة والعالم. - تتضمن الباحة الخارجية للمعرض العديد من العروض التفاعلية والفعاليات الثقافية والفنية والمسرحية المميزة بمشاركة العديد من الفنانين والمسرحيين المبدعين. - يشارك في المعرض أبرز الأسماء السعودية والعربية والأجنبية في مجالات الأدب والفكر والثقافة والنشر، من بينهم كاتب السير الذاتية الأمريكي الشهير (والتر إيزاكسون)، والروائي العالمي (جوناثان فرانزين)، والعالمة الأمريكية في مجال تقنية النانو (جاكي بي روينغ)، والشاعر والروائي العالمي (كوامي ألكساندر)، والأمين العام للجنة الإسلامية - المسيحية للحوار، عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي محمد نمر السماك. - يتحدث في المعرض المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز،، في جلسة حوارية حول (الدارة والمكتبة)، كما تشارك المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم الثقافة، سفيرة خادم الحرمين الشريفين الأميرة هيفاء آل مقرن في ندوة حول (الهوية العربية في اليونيسكو). - يعقد جلسات النقاش حول موضوعات مختلفة، من أهمها علاقة الرياضة بالثقافة، حيث يتضمن جلسة حوارية لوزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، حول «البطولات العالمية في الخليج». - يهتم المعرض بالسينما وصناعة الأفلام، ويقدم العديد من الفعاليات ضمن البرنامج الثقافي عن السينما، تتنوع ما بين جلسات نقاش وورش عمل. - يولي اهتماماً بالترجمة، ويتضمن عقد ندوات وورش عمل تناقش العديد من المواضيع الخاصة بمجال الترجمة. - يقدم مساعد وزير الإعلام السعودي الدكتور عبدالله المغلوث، والإعلامي محمد نصر الله، ندوة بعنوان (تجارب في الإعلام الثقافي). - يشهد المعرض مناقشة العلاقات الثقافية الصينية السعودية في ندوة يحاور فيها أستاذ النقد والأدب بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الرفاعي كلًا من، أمين عام جائزة محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، الدكتور عبدالمحسن العقيلي، والدكتور الصيني فو جيمين. - يحتفي المعرض هذا العام عبر برنامجه الثقافي بعام الإبل، من خلال عقد ندوتين؛ الأولى عن (الاحتفاء بالإبل في الشعر العربي الفصيح والشعبي)، والثانية عن (وصف الناقة في معلقة طرفة بن العبد). - يقيم عدداً من الأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء وشاعرات بارزين من المملكة وقطر والكويت والعراق والمغرب ومصر، ولبنان. - يُسلط البرنامج الثقافي للمعرض الضوء على أهمية الإعلام في المشهد الثقافي، من خلال عقد عدد من ورش العمل تناقش (الكتابة الصحفية)، و(الأديب بين الكتابة عن الذات والكتابة عن الآخر)، و(صناعة نشرة بريدية ناجحة).