اللباس الإسلامي ليس حكراً على أحد، بل هو لكل امرأة نطقت شفتاها بالشهادة، فأصبحت بذلك تدين بالإسلام، فوجب عليها أن تلبس هذا الزي الإسلامي، سواء كانت من الدول العربية أو من الدول الأجنبية، لأن أعداء الإسلام يتربصون بالمسلمين، فلا نفتح لهم المجال ليهزمونا في عقر دارنا، وما نسمعه ونشاهده شيء عجيب حيال تلك التصرفات غير اللائقة والخادشة للحياء الإسلامي. فيا أختي المسلمة إني أعلم أن في دواخل كل منا"مسلمة"صغيرة فأخرجيها واجعليها تتنفس عبرك الهواء الطلق النقي، وسيري معها بخطوات ثابتة إلى الطريق الذي يؤدي إلى الجنة، فالإسلام يدعونا أن نحاول إصلاح كل"فرد"من أفراد المجتمع، أياً كان ذلك الفرد، ولكي يسير نحو الطريق القويم، لعل الله يهديه إلى صراطه المستقيم. وأما الذين يغفلون عن الركب فنتمنى لهم الهداية والانضمام إلى قافلة الركب التي تسير، ودائماً تذكري بأن الدنيا فانية ولا نأخذ منها شيئاً معنا غير أعمالنا، وعذاب"القبر"ينتظر كل من يغفل عن ذكر الله ويبتعد عن الطريق القويم، فيجب علينا أن نحرص بأن تكون أعمالنا صالحة لوجه الله لكي تنير الطريق أمامنا، ويخرجنا من الظلمات إلى النور. هناك من يقولون إن النقاب والحجاب في عصرنا هذا، هو نوع من"التخلف"وكتم حرية المرأة، والمرأة الشريفة تكون بأخلاقها وسترها، وليس بغطاء الرأس أو الحجاب، وإن أكثر الفاسدات في العالم هن من المحجبات والمنقبات. وأقول لهؤلاء: في زمن الرسول"صلى الله عليه وسلم"كانت المرأة تغطي وجهها، وخشية ألا ترى الدرب جيداً كان يُسمح لها بأن تظهر عيناً واحدة. وأيضاً قال أحد الأطباء"لا يمكن أن يكون النقاب تشريعاً إلهياً ولكنه عادة"بدوية"تم خلطها ظلماً بالدين، لأن النقاب له أضرار صحية على الرئتين والجسم كله، وذلك بسبب تركيز نسبة ثاني أكسيد الكربون أمام أنف"المنقبة"وبالتالي تقل نسبة الأكسجين، ولهذا تحدث أضرار كبيرة للرئة وخلايا المخ، التي تتضرر كثيراً من قلة الأكسجين في الهواء المتنفس، ما يؤدي إلى ضمور هذه الخلايا، إذا كان الأمر كذلك لماتت المحجبات والمنقبات كلهن. في فرنسا هناك قانون يحظر ارتداء النقاب ويفرض غرامة مالية على من ترتديه في الأماكن العامة، وأيضاً في سورية توجد توصية وزارية بمنع المنقبات من دخول الجامعات. وفي تقرير عن برلمان"فريبورغ"رفض حظر الحجاب في المدارس العمومية، وذكر التقرير بأنه بإمكان الطالبات المسلمات بالمدارس الحكومية ب"كانتون فريبورغ"مواصلة ارتداء الحجاب، فقد رفضت غالبية ساحقة من النواب في البرلمان المحلي ل"الكانتون"يوم الخميس 7 تشرين الأول أكتوبر 2010 التماساً تقدمت به النائبة الاشتراكية إيريكا شنايدار يدعو إلى حظر ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس العمومية، وفي جو مشحون، وبعد مداولات تميّزت بالتوتر، صوّتت غالبية عريضة من النواب لفائدة السماح بارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس، ويتعلق الأمر هنا بغطاء الرأس، وليس النقاب أو"البرقع"، لأن المدارس في"فريبورغ"تمنع ارتداء"البرقع"الذي يغطي الوجه. لكن الحجاب أو النقاب لا يؤشران فقط إلى منسوب"التدين"، وإنما إلى شعور المرأة بالأمن والاستقرار، إضافة إلى التقاليد الاجتماعية، ففي العراق مثلاً ارتفعت نسبة المحجبات بشكل ملاحظ بعد الغزو الأميركي، فيما خلعت كثيرات غطاء الرأس بعد استتباب الوضع الأمني. أيضاً العباءة السوداء والنقاب يختلفان في السعودية، وذلك بحسب المناطق والوضع الاجتماعي للمرأة، في وقت ترتفع أصوات تطالب بمنحها حرية الاختيار. توجد فتوى تقول:"إن الحجاب هو: الستر، يقال: حجبه بمعنى ستره، قال الفيومي في المصباح المنير"والأصل في الحجاب جسم حائل بين جسدين". وقال: ونقاب المرأة جمعه نقب، مثل: كتاب وكتب، وانتقبت وتنقبت غطت وجهها بالنقاب". وقال صاحب فتوحات الوهاب: النقاب اسم لما يستر به الوجه". والفرق بين الحجاب والنقاب:"أن الحجاب ساتر عام لجميع البدن، أما النقاب فساتر لوجه المرأة فقط"، والله أعلم. هنادي عباس بشير - الرياض [email protected]