لا تزال جهود الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية تراوح مكانها خصوصاً في ظل تعنت نتنياهو ورفضه لكل الحلول الرامية لتحقيق السلام، ويصل اليوم (السبت) إلى العاصمة المصرية القاهرة وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية، بناء على دعوة الوسطاء في مصر وقطر، وذلك للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت طوال الأسبوع الماضي. وأكدت «حماس» التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو الماضي والمبني على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، مؤكدة جاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه، وشددت على ضرورة الضغط على إسرائيل لتعطيل الاتفاق. وعلمت «عكاظ» من مصادر دبلوماسية أن مفاوضات «القاهرة» ستركز على النفاط الخلافية المتعلقة بإصرار نتنياهو على التواجد العسكري الإسرائيلي في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا وإبعاد 150 من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى خارج البلاد ورفضه إطلاق 65 أسيراً فلسطينياً وكذلك على مقترح فحص العائدين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى شماله والرقابة الأسرائيلية على معبر رفح، مبينة أن الفصائل الفلسطينية ترفض تلك النقاط وتشدد على إطلاق كافة الأسرى دون شروط وانسحاب كامل لإسرائيل من كافة مناطق غزة بما فيها ممر نتساريم ومحور فلادلفيا ووقف الحرب نهائياً. ونقلت القناة ال12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعهد للرئيس الأمريكي جو بايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا جنوب القطاع. من جهته، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال تلقيه اتصالا هاتفيًا من نظيره الأمريكي جو بايدن، أن التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار في غزة، يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة، و شدد الرئيسان على أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق، وبحسب المتحدث بإسم الرئاسية المصرية أحمد فهمي فإن الرئيسين أكدا على ضرورة عدم التصعيد وضبط النفس، في ضوء خطورة الوضع بالشرق الأوسط واحترام سيادة الدول. وكان البيت الأبيض قد أشار إلى تحقيق تقدم في المباحثات التي تستضيفها القاهرة سعياً للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، مؤكدا أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» وليام بيرنز يشارك فيها. بدورها، نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطير بين صفقة الرهائن أو التصعيد وأوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع إستراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى. من جهة أخرى، قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بغزة إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية خلال شهر أغسطس الحالي أدت إلى تشريد 250 ألف فلسطيني، فيما ذكرت بلدية دير البلح أن 100 ألف مدني نزوحوا من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين وخروج 20 مركز إيواء عن الخدمة. فيما قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تحشر الفلسطينيين في منطقة إنسانية محدودة يشح فيها الغذاء و أن 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة نزحوا خلال الحرب، وما لا يقل عن 84% من مساحة قطاع غزة أصبحت ضمن منطقة الإخلاء الإسرائيلية.