قد لا يخطر ببال الجماهير الرياضية أن بعض لاعبي كرة القدم في الملاعب العالمية والعربية والخليجية يرتدون العدسات اللاصقة طوال فترة المباراة حتى يتمكنوا من اللعب بالشكل المطلوب، لكونهم يعانون من قصر النظر وعدم القدرة على الرؤية الصحيحة، فيما تعرض بعض اللاعبين لبعض المشاكل الخطيرة نتيجة العدسات اللاصقة. وحول تأثير اللعب بالعدسات اللاصقة يقول استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي: العدسات اللاصقة تعتبر من خيارات تصحيح النظر، فبعض اللاعبين بمختلف الرياضات ككرة القدم والطائرة والسلة يفضلون ارتداء العدسات اللاصقة عن عمليات تصحيح النظر بالليزر، ربما للارتياح النفسي، ولكن من المهم أن يكون اللاعب مستخدم العدسات اللاصقة، ملماً بتفاصيل استخدامها بالشكل الصحيح، وأن تكون العدسات أصلية وذات جودة نوعية عالية، وأن يهتم اللاعب بنظافة العدسات ويديه عند ارتدائها بالشكل الصحيح؛ لأن عدم الاهتمام بنظافتها يجعلها بيئة خصبة لتراكم الأوساخ. ويستشهد المزروعي بقصة اللاعب البريطاني نيك همفريز (29 عاماً) الذي كان يرتدي العدسات اللاصقة لتحسين بصره أثناء لعب كرة القدم، ولكن للأسف انتهى به الأمر إلى فقدان البصر في عين واحدة بعد أن استحم مرتدياً عدساته الطبية اللاصقة، إذ بدأ يشعر بألم في عينه اليمنى أجرى على إثره فحصاً بحثاً عن أي نوع من الالتهابات، وجاءت النتيجة إيجابية لتؤكد إصابته بالتهاب القرنية؛ وهي عدوى من جرثومة صغيرة توجد في المياه، قادرة على الوصول للعين من خلال الجروح الصغيرة والسطحية التي تحدثها العدسات عادة، ولم يستطع الأطباء إيقاف مضاعفات الالتهاب وفقد اللاعب بصره إثر ذلك. وأكمل: من القصص ما واجهه المغربي الدولي أشرف حكيمي أثناء إحدى المباريات حينما سقطت عدسته اللاصقة في الملعب وتوقف فترة للبحث عنها وإعادتها إلى مكانها. وتابع: استخدام العدسات اللاصقة أثناء لعب كرة القدم أو غيرها يمنح اللاعبين الحرية والراحة والتركيز، كما تمنح العدسات رؤية واضحة لكل مساحات الملعب، وتمنع انعكاس الضوء الذي يشوش الرؤية، ولا يتشكل عليها الضباب أو يتجمع عليها رذاذ المطر، ويمكن استعمالها مع الأقنعة أو الخوذات أو أي نوع من واقيات الرأس الرياضية، كما أن النوعية الممتازة تحتوي على حاجب للأشعة فوق البنفسجية لحماية العينين من أشعة الشمس الضارة. واختتم المزروعي حديثه بقوله: العدسات نوعان يومية وسنوية، ومن الأفضل أن يرتدي اللاعبون العدسات اللاصقة اليومية التي تكون مناسبة لجميع مشاكل العين، لأنها لا تتم ملامستها بالأيدي أكثر من مرة ولا تتعرض للميكروبات، وتتم إزالتها ورميها بعد استخدامها في اليوم نفسه، كما أن العين ترتاح كثيراً بالعدسات اليومية، وينصح أيضاً بعدم النوم بها، واستخدام قطرة الترطيب لتفادي جفاف العينين.