في عنقي جمائل كثيرة ودَيْن كبير قدمها لي ولعائلتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأبناؤه لا أعرف كيف أردها. • كنت برفقة أبي في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية في الثمانينيات الميلادية لعلاجه من مشكلات في الظهر، ومن هناك بعث والدي برقية إلى الملك سلمان -عندما كان أميراً للرياض- يطلب فيها العلاج له ولأبنائه على حساب الملك سلمان، فجاء الرد سريعاً للملحقية الصحية في هيوستن ب«علاج عبدالعزيز الفالح وأبنائه»، وما أزال أذكر من (بشرنا) بوصول البرقية، وهو الأستاذ محمد السناني الذي كان وقتها يعمل في الملحقية التعليمية. • تم علاج والدي وعلاجي أيضاً من إصابة في مفصل القدم حيث أجريت عملية جراحية تكللت بالنجاح ولله الحمد، وكله بفضل الله ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله). لم يتردد القائد الوالد الملك سلمان في علاج أحد مواطنيه كما هو دائماً مع أفراد شعبه، ولطالما سمعنا قصصاً مثل هذه القصة ومشكلات نجح الملك في حلها. • صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان (رحمه الله) له فضل كبير جدّاً في عنقي لا يمكن أن أنساه ما حييت، فهو الذي ابتعثني للدراسة في أمريكا على حسابه الخاص، وكنت وصلت حينها إلى منصب مدير تحرير صحيفة «الرياضية» بالثانوية العامة، وكان حلمي دائماً أن أحصل على الشهادة الجامعية، وترددت على جامعات وكليات ومعاهد كثيرة بعضها وقفت الظروف دون تحقيقها وأخرى فشلت بها. • سمو الأمير أحمد (رحمه الله) حقق حلمي الكبير وبدد سنوات الضياع التي سقطت بها ورفعني من مرحلة إلى أخرى أعلى و(أسمى)، فصاحب (السمو) لا يرضى بغير (السمو) أبداً. انتقل الأمير الكريم الشهم إلى رحمة الله وأنا أدرس في أمريكا، وكانت صدمة كبيرة لي. حزنت كثيراً لهذا الأمر الجلل، وظللت طوال فترة دراستي -وما أزال- أتذكر مواقفه الكريمة سواء لي أو لكافة موظفي المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. كان لا يتردد في دعم أي موظف يطلب أمراً؛ سواء له أو لأحد أفراد أسرته. • شهم آخر من نسل سلمان هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز،.. واصل ما فعله شقيقه واستمر في دفع تكاليف ابتعاثي حتى تخرجت وحققت الحلم الكبير. إنهم يحققون الأحلام لمواطنيهم ويوصلونهم إلى الرقي والتقدم، ويقفون معهم في كل صغيرة وكبيرة. • قبل أسابيع عدة تشرفت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مع اثنين من إخوتي واثنين من أبناء إخوتي إلى واحة الملك سلمان للعلوم، وشرفنا بأن أهدانا كتابه «7 أيام في الفضاء» الذي يأتي بمناسبة مرور 30 عاماً على رحلته للفضاء. وقد استمتعنا بحديثه عن التنمية في المملكة وقدرة الشباب السعودي على العمل بجدية ونجاح، والدليل ما فعلوه في أرامكو وسابك وهيئات أخرى. نهاية: شكراً سيدي سلمان وسلالة سلمان.