كعادتها المتجددة والمتطورة باستمرار كل عام؛ ظهرت الإرادة السعودية بقيادتها الرشيدة ورجالها المخلصين العاملين في الميدان لموسم حج هذا العام، إذ خرج الحج بصورة مبهرة فاقت الخيال بشهادة المنصفين في بقاع الأرض.. شهد الموسم مزيداً من التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية.. شاهد العالم وسائل نقل متطورة أبرزها «التاكسي الجوي الطائر»، الذي يطلق لأول مرة في المشاعر المقدسة.. استثمر قاصدو البيت الحرام «الروبوت الذكي» الذي يقدم خدمة «الإفتاء» ب11 لغة عالمية. حملة «لا حج بلا تصريح»؛ لعبت دوراً كبيراً في ضمان سلامة الحجاج المسجلين رسمياً.. حدت من الحج العشوائي غير النظامي.. نظمت تدفق الحجاج إلا الأعداد المسموح بها.. ضمنت تقديم خدمات فائقة الجودة بمستوى عالٍ من الأمان.. عززت الوعي لاتباع الإرشادات والأنظمة.. أثرت بشكل كبير في تقليل الزحام والتكدس. هناك تطوير متواصل للبنية التحتية والخدمات التكنولوجية.. وهناك تطوير لنظام المراقبة باستخدام أحدث التقنيات لضبط حركة الحشود.. وهناك مزيج من التقنيات المتقدمة والخبرات البشرية عملت عبر استراتيجية واضحة من التخطيط المسبق للطرق والمسارات.. وهناك توزيع للحجاج على مختلف المناسك بطريقة منظمة لتجنب التكدس.. وهناك أنظمة المراقبة بالفيديو والأقمار الاصطناعية للتدخل السريع عند الضرورة. أما «الذكاء الاصطناعي» في الحج لخدمة ضيوف الرحمن؛ فحدث به ولا تقف، إذ أبهرت به المملكة العالم، فظهر بصورة أثارت الإعجاب، فمن الأمور اللافتة «الروبوت الطبيب»، الذي وفر الخدمة الطبية للحجاج بسهولة ويسر وسرعة كبيرة، و«سوار الحاج الذكي» الذي رصد بيانات الحالة الصحية للحاج المتعلقة بقياس نسبة أكسجين الدم ونبضات القلب، وخدمات طلب المساعدة الأمنية أو الطبية الطارئة، مما أسهم في سرعة الوصول إلى موقع الحاج ومساعدته. أخيراً: نحتاج إلى مجلدات طويلة لذكر جميع الأولويات هذا العام في موسم حج استثنائي، استضاف ما يقارب من 3 ملايين حاج، أدوا مناسكهم في تجربة روحانية ميسرة وآمنة، وغادروا بلادنا ومعهم ذكريات إنسانية لن يمحوها الزمن.