تحقيق إنجازات موسعة ونوعية لصالح اليمنيين على الأرض رهان حيوي وراسخ لمشروع «مسام» وبوصلة جهوده الإنسانية في اليمن، وهو رهان يجعل «مسام» يواصل دون هوادة لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، ويحفز باستمرار مثابرته الإنسانية غير المسبوقة، في سبيل تأمين الأبرياء من آفة الألغام الفتاكة. وفي هذا الإطار أصدر المركز الإعلامي لمشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن تقريره الشهري، عن مايو 2024، وبين هذا التقرير أن إجمالي ما تم نزعه في هذا الشهر قد بلغ 5,726 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة. وقد تمكن المشروع خلال يناير 2024 من نزع 5,527 ذخيرة غير منفجرة، و145 لغماً مضاداً للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة خلال الشهر نفسه 604,813 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية. يُشار إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع «مسام» نهاية يونيو 2018 وحتى الآن، قد بلغ 444,858 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها مليشيا الحوثي بعشوائية فجّة في مختلف المحافظات اليمنية، وقد وصل إجمالي المساحة المطهرة إلى 56,881,560 متراً مربعاً، منذ انطلاق المشروع وحتى اليوم. وخلال يناير أتلف المشروع 3,805 ألغام وذخائرة غير منفجرة وعبوات ناسفة. مشاركات دولية نوعية ل «مسام» وقد عرف مايو 2024 مشاركات وبصمات نوعية لمشروع «مسام» على المستوى الدولي، إذ شارك المشروع في أعمال ندوة الجهود المبذولة في نزع الألغام وتأثيرها على السلام والأمن الإنساني التي تنظمها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية في مقر الأممالمتحدة بجنيف. وألقى مدير عام مشروع «مسام»، أسامة بن يوسف القصيبي، كلمة خلال هذه الندوة التي حضرتها شخصيات تمثل دول ومنظمات دولية وهيئات دبلوماسية في سويسرا. وهدفت الندوة إلى تبادل الآراء والخبرات الدولية وتعزيز العمل المشترك على الصعيد الدولي في مجال نزع الألغام، كما سلطت الضوء على الدور المهم لمشاريع وبرامج نزع الألغام في تعزيز الأمن الإنساني ونشر السلام، ومناقشة واقع عمليات نزع الألغام وأبرز التحديات المستقبلية في هذا المجال. وفي سياق آخر، أشاد مستشار الألغام في مكتب الأممالمتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، تشارلز فريسبي، بمستوى العمل الذي تقوم به فرق «مسام» في محافظة تعز، خلال زيارته حقل الفريق 22 برفقة وكيل محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي. كما أشاد نائب المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، دييغو زوريلا، بجهود فرق «مسام» العاملة في محافظة تعز، خلال زيارته الفريق 22 برفقة تشارلز فريسبي، مقدراً جهود فرق «مسام» في محافظة تعز، ومعتبراً أنها تقدم جهوداً إنسانية كبيرة في سبيل تأمين عودة النازحين إلى أماكن إقامتهم بأمان. وأكد زوريلا أهمية وحرفية العمل الذي يقوم به الفريق 22 «مسام»، كونه يعمل في منطقة حيوية جداً. عمليات نوعية قال مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام أسامة القصيبي، إن اليمن يعيش كارثة حقيقية تهدد حياة المدنيين تتمثل في الزراعة العشوائية للألغام والعبوات الناسفة. وأضاف أن تقديرات المشروع لكمية الألغام الأرضية المزروعة في أراضي الجمهورية اليمنية تصل إلى مليوني لغم، مشيراً إلى استمرار مليشيا الحوثي في زراعة الألغام والعبوات ضاربة عرض الحائط بالقواعد والأعراف الدولية التي أرستها الأمم المتحضرة. وعلى الرغم من أن المشروع مختص بالتعامل مع الألغام الأرضية، كشف القصيبي النقاب عن قيام أحد فرق المشروع بالتعاون مع البرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام مطلع مايو الماضي بفحص قارب صيد جرفته الأمواج على ساحل باب المندب وقام السكان المحليون بسحبه، وتبين بعد عمليات الفحص الأولية أن القارب يحتوي على عبوة ناسفة ضخمة تتكون من 25 كيلوغراماً من مادة (C4) شديدة الانفجار، وما لا يقل عن 50 كيلوغراماً من مادة (TNT) إضافة إلى 25 برميل بنزين سعة كل منها 20 لتراً، وقد قام الفريق بإزالة هذه المكونات بأمان والتخلص من العبوات الناسفة. وأضاف أن هذه الواقعة وغيرها تؤكد إصرار هذه المليشيا على تعطيل حركة التجارة الدولية في واحد من أهم المضايق المائية في العالم، كما تضر بالاقتصاد المحلي القائم على أنشطة صيد الأسماك، إضافة إلى تلويث البيئة البحرية. ظروف عمل غير اعتيادية وإرادة حديدية بين أسامة القصيبي أن المشروع لا يعمل في ظروف اعتيادية وفي حقول ألغام تقليدية، بل يواجه عملاً عشوائياً بالمفهوم الفني، إذ تواجه الفرق ألغاماً وعبوات ناسفة تم زرعها في أرضيات المدارس، وأمام مداخل المنازل، وداخل الأشجار، كما واجهت فرق المشروع عبوات ناسفة صممت على شكل صخور وجذوع أشجار، وعثرت في بعض الطرقات الداخلية في القرى على عبوات ناسفة بدائية الصنع وضعت في معلبات التونة والفول. وتطرق القصيبي إلى جملة التحديات التي تواجه فرق عمل مشروع «مسام»، موضحاً أنها تشمل - إضافة إلى الكميات المهولة من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة - عوامل طبيعية مثل البيئة والطقس وكذلك الطبيعة الجغرافية الصعبة في المناطق التي تنشط فيها عمليات زراعة الألغام من قبل المليشيا الحوثية. وأوضح أن فرق المشروع تعمل في سفوح جبلية شديدة الانحدار، ومرتفعات وعرة، كما تؤدي مهماتها في مساحات شاسعة على امتداد السواحل ذات الطبيعة الصخرية والغطاء النباتي الكثيف، إضافة إلى أن المشروع ملتزم بتطبيق أعلى المعايير الأمنية والفنية خلال عمل الفرق للحفاظ على سلامة أعضائها، وهو ما يحمله أعباءً كبيرة تضاف إلى هذه التحديات، مضيفاً «هذه التحديات كافة لن تثنينا عن مواصلة عملنا حتى تحقيق هدفنا بالوصول إلى يمن خالٍ من الألغام». نجاحات تصافح أخرى ورغم هذه الظروف القاسية والتحديات القاهرة والمخاطر الجمّة، يواصل «مسام» تحقيق النجاحات وكسب الرهانات على الأرض، إذ نفذ مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام عملية إتلاف وتفجير 2,300 قذيفة وذخيرة غير منفجرة، في مديرية الوادي بمحافظة مأرب. كما نفذ مشروع «مسام» عملية إتلاف وتفجير 183 قذيفة وذخيرة غير منفجرة، في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، جنوب اليمن. يُشار إلى أن هذه المخلفات كانت تشكل تهديداً مباشراً على حياة المواطنين، ما دفع «مسام» إلى بذل جهود كبيرة في جمعها وإتلافها في أحد الوديان البعيدة عن منازل المواطنين ومزارعهم، وتم تنفيذ عملية الإتلاف بنجاح. وقد نفذ مشروع «مسام» أيضاً عملية إتلاف وتفجير 1,322 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة، في منطقة باب المندب بمديرية ذباب التابعة لمحافظة تعز. وأوضح عضو فريق المهمات الخاصة ياسر المظلومي، أن الألغام والقذائف والذخائر التي تم التخلص منها تم جمعها خلال الأسابيع الماضية من مناطق الساحل الغربي لليمن، وقامت الفرق بجمع جزء كبير منها من مجاري السيول، ومزارع المواطنين، بعد أن شهدت مناطق وقرى الساحل الغربي أمطاراً غزيرة أدت إلى جرف الألغام من الوديان إلى مزارع السكان وإلى الطرقات الحيوية. كما كلف مشروع «مسام» الفريق 13 بالنزول إلى منطقة الصمدة في محافظة مأرب، لمباشرة مهماته في جمع وإتلاف الذخائر والقذائف غير المنفجرة، وتأمين حياة المواطنين من خطورتها. وجاء تكليف «مسام» للفريق 13 بعد يوم واحد من حدوث انفجار غير مضبوط لمخزن سلاح في منطقة الصمدة، تسبب في مقتل امرأة وإصابة آخرين. ويُؤكد مشروع «مسام» على أن الفريق الهندسي سيواصل مهمته في جمع وإتلاف جميع الذخائر والقذائف التي خلفها الانفجار في منطقة الصمدة. ويأتي هذا التدخل من «مسام» حرصاً من المشروع على إبعاد النازحين والسكان المحليين من أيّة مخاطر قد تحدث نتيجة لوجود ذخائر وقذائف غير منفجرة في المنطقة. تهنئة وقدم مدير عام مشروع «مسام» أسامة القصيبي، باسمه ونيابة عن منسوبي المشروع كافة خالص التهاني والتبريكات لرئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية الدكتور رشاد محمد العليمي، وإلى الشعب اليمني النبيل، بمناسبة الذكرى ال34 ليوم الوحدة اليمنية الذي يصادف غداً (الأربعاء) 22 مايو 2024. وقال القصيبي في بيان صحفي بمناسبة يوم الوحدة اليمنية إن مشروع «مسام» الذي احتفل قبل عدة أيام بنهاية عامه السادس من العمل في أرض اليمن التي شارك أبناءها التضحيات والعمل الدؤوب لتحقيق الأمن وتمكينهم من ممارسة حياتهم اليومية بأمن وسلام، قدم 30 شهيداً إضافة إلى عشرات المصابين في سبيل أداء رسالتهم الإنسانية وتخليص اليمنيين من شرور الألغام والعبوات الناسفة. وأعرب عن اعتزازه لكون المشروع الذي يضم أكثر من 550 موظفاً عمل منذ يومه الأول على تأهيل وتدريب الكوادر اليمنية في الاختصاصات والمهمات كافة، كما عمل جنباً إلى جنب مع شريكه اليمني البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام «يمك» لتطوير البرامج الفنية والتدريبية وتبادل الخبرات في مجال نزع الألغام، معرباً عن استعداد المشروع لتوسيع عمليات التدريب والتأهيل كافة للكوادر اليمنية. وفي إطار مواصلة مشوار البذل الإنساني في اليمن، كُلف الفريق 13 «مسام» بالنزول إلى منطقة الصمدة في محافظة مأرب، لمباشرة مهماته في جمع وإتلاف الذخائر والقذائف غير المنفجرة، وتأمين حياة المواطنين من خطورتها. ووجه التربوي عبدالله سالم فلاح رساله تقدير لمشروع «مسام» قال فيها «نشكر مشروع مسام على جهوده الكبيرة.. لقد أنقذ أرواحنا وممتلكاتنا من خطرٍ محدق». فيما طالب التربوي سالم صالح مشروع «مسام» بالاستمرار في جهوده لتطهير جميع المناطق الملوثة بالألغام، حتى يتمكن الأهالي من العودة إلى حياتهم الطبيعية دون خوفٍ من خطر الألغام.