القيادة القطرية تهنئ خادم الحرمين وولي العهد باستضافة المملكة كأس العالم 2034    السعودية تسجل 8 أنواع جديدة من النباتات النادرة على مستوى العالم    وزير الخارجية يناقش مع بيدرسون وألباريس المستجدات السورية والإقليمية    «الأخضر» يستعد ل«خليجي 26» من ملعب الشباب    السكان يطالبون بالخدمات البلدية.. «المروة 4» أحدث عشوائيات جدة    للسينما بيت جديد    رابطة العالم الإسلامي تطلق منصة الشراكات الأوسع لدعم تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    أول زراعة كبد كاملة بالروبوت.. في تخصصي جدة    كيف تميز بين مشاكل الهضم وأوجاع القلب ؟    مركز تنمية القطاع غير الربحي.. تجديد المفاهيم المجتمعية    سوريا.. ولد البعث.. مات البعث!    «ارحموا من في الأرض»    مشعل بن ماجد يتلقى التعازي في والدته    سقط الأسد وسقط الكبتاجون معه!    قليل من الكلام    المكان خارطة للمستقبل    سورية.. تبديل المواقف !    القرآن قطعي الثبوت قطعي الدلالة!    مونديال 2034 .. استضافة ومكاسب سعودية    المملكة تبتهج    الأمراض السرطانية بين بشرى المستجدات العلاجية والتركيبات العشبية    الفن في جدة    الإعلان عن تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم»    مصر : فخورون بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034    الرشوة    القيم السعودية تبهر المعتمرين    الحكومة الانتقالية في سورية تدير عجلة العودة للاستقرار    المملكة تكتب التاريخ    جبال العُلا.. الطبيعة والتراث    الإسعاف الجوي ينقل مصابًا من نفود محيوه بمحافظة أبانات إلى مستشفى بريدة المركزي    مغامرة نووية ب13 ألف دولار    بحث تطوير القطاع اللوجستي بين المملكة والعراق    ثقافة مجتمع    حافلات الهيدروجين توفر 3 أضعاف استهلاك البنزين    رئيس نزاهة: المملكة نموذج رائد في جميع المجالات    في اليوم العالمي للجبال.. جبال العُلا تنطق بروعة الطبيعة والتراث    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يفتتح ملتقى أبحاث الحج والعمرة والزيارة    اختتام تحدي "حجاثون 2" بجامعة أم القرى    اجتماع اللجنة السعودية البريطانية للتعاون العسكري    تطوير القطاع السياحي سيسهم في إيجاد نحو 3000 فرصة عمل .. أمير جازان يرعى حفل ملتقى دعم الاستثمار في محافظات القطاع الجبلي    ريال مدريد الإسباني" هلال أوروبا"    في الجولة السادسة من يوروبا ليغ.. قمة نارية بين لاتسيو وأياكس.. ويونايتد يسعى لإنعاش حظوظه    إنتاج 296 طنا من النباتات الطبية بالمملكة    إدانة دولية لتصاعد العدوان الإسرائيلي على سوريا    واتساب تعالج ثغرة في ميزة العرض لمرة واحدة    وكيل إمارة الشرقية يدشن فعاليات ملتقى علاج الإدمان العالمي الثاني    "التخصصي" بجدة يجري أول عملية زراعة كبد كاملة بالروبوت في المنطقة الغربية    أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة تحت مظلة جمعية آفاق الشبابية بجازان    نائب أمير مكة يستعرض خطط « العمرة»    أمير تبوك يعزي أبناء غزاي العتيبي    لجنة التعاون العسكري الثنائية السعودية البريطانية تعقد اجتماعها الرابع بالرياض    أمير الرياض يطلع على إنجازات «المكفوفين»    وزارة الخارجية: الجولان أرض عربية سورية محتلة    نائب أمير مكة يؤدي صلاة الميت على والدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل    أمير الباحة يرعى توقيع عقد إسناد حكومي لخدمات ضيافة كبار السن    أمير منطقة الباحة يستقبل القنصل المصري بجدة    المملكة تؤكّد دعمها الراسخ للشعب الفلسطيني    5 إرشادات لتخفيف الارتجاع المريئي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشيعوا بهجة الأمكنة
نشر في عكاظ يوم 22 - 05 - 2024

قبل فترة وجيزة كتبت بأن (مدننا هي أنفسنا) ومن نافلة القول إن
لكل تجمع إنساني خصائصه الذاتية التي تقودك إلى التعرف لأنماط ثقافية سلوكية لهذا المجتمع أو ذاك، ولا يمكن لأي قادم أن يلم بمزاجية مجتمع للوهلة الأولى، إذ يحتاج لسنوات طوال لكي يلم بمكونات شخصية المكان ويستغل تلك الشخصية من أجل بناء قدراته.
هذه المقدمة تنسجم مع ترامي أطراف بلادنا التي تمثل عمقًا تاريخيًا تواصل مكانيًا مع حضارات الزمن القديم، وحوى العديد من المواقع الأثرية الدالة على مرور التاريخ من تلك المواقع، وللأسف كثيرًا من المواقع نجهلها ولا نكاد التميز بينها وبين عمقها التاريخي، وإذا كانت السياحة فتحت أبوابها لكي نتعرّف على تلك المواقع إلا أن هذا الانفتاح سلك طريقًا واحدًا من غير شق طرق معرفية للوقوف على مرور تلك الحضارات، فكثير من مدننا كانت ضمن الإطار الجغرافي للإمبراطوريات، ومملكات غارقة في عمق التاريخ.
ولو أراد أي قارئ التأكد من ذلك فليجل بمخيلته بين مدن الشمال والجنوب والشرق والغرب فسوف يتذكر تلك الإمبراطوريات والممالك، هذا الاستحضار التاريخي يستوجب إظهارها وتحويل تلك المدن إلى جذب سياحي متعدد الأغراض، وقبل ذلك لماذا لا تنشط جهات عدة في التنقيب عن الكنوز الأثرية واكتشافها، وإذا تم التنقيب في جهة بعينها، فلماذا لا تتعدد جهات البحث، ولماذا لا تكشف للناس تلك الكنوز الأثرية، كثروات حضارية، ولماذا لا تقدم كل مدينة ما تم اكتشافه من آثارها القديمة، أو إلصاق كل أثر لمدينة بعينها، وإشاعة ذلك الأثر بين أبناء تلك المدينة؟
ولأن السلوك نتاج جينات أو عادة، فلماذا لا تنشط الدراسات الاجتماعية والنفسية لتحليل ودراسة أنماط الحياة في كل مدينة وارتداد الأثر الاجتماعي إلى عمق تراث تلك المدينة، فالأطر الاجتماعية هي نتاج ثقافة ترسخت في المكان، وبالإمكان بقليل من البحوث استنباط الأثر الاجتماعي لذلك الموروث الحضاري للمكان.
كما أن الالتفات لتنوع التضاريس والمناخ لكل مدينة يمنح الباحث رسم خارطة نفسية لأهالي كل مدينة على حدة، وسيؤدي إلى معرفة كيف يتشكل السلوك البشري مع المتغير الحضاري، وهذا يؤكد أن للمكان شخصية مؤثرة على السلوك والفكر لأبناء هذه المدينة وتلك.
نحتاج إلى اكتشاف أنفسنا من خلال مدننا التي كانت حاضرة في عمق التاريخ الإنساني الذي رفع مجد كل مدينة تعاقبًا مع الحضارات المتعاقبة، والمطالب بأمر معين تنطبق عليه مقولة سيبويه (أموت وفي نفسي شيء من حتى)، ولذا لا زلت أكرر بأن مدننا هي أنفسنا ويستوجب علينا المحافظة على هذه النفوس وإظهارها بما يبهجها، ويبهجنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.