فيما دخلت الحرب في السودان عامها الثاني من دون أن تلوح في الأفق بوادر على وضع حد لها خلال وقت قريب، تصاعدت التحذيرات من مخاطر الموت جوعاً.وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس (الأحد)، أن 90% ممن يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع في السودان محاصرون في مناطق القتال الدائر بين قوات الجيش والدعم السريع. وأعرب البرنامج عن حاجته العاجلة إلى الوصول بشكل منتظم ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في السودان. وأفاد بأنه تمكن من الوصول إلى 40 ألف شخص في شمال دارفور وإيصال المساعدات الغذائية، ووصف ذلك بأنه «إنجاز بالغ الأهمية». وكانت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، حذرت على هامش مؤتمر دولي في باريس حول السودان، من أن الأزمة الغذائية التي يمر بها قد تكون «الأكبر من نوعها على الإطلاق». ووصفت، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» الأسبوع الماضي، الوضع في السودان بأنه «شبه كارثي»، مضيفة أن هناك جوعاً، بل الكثير من الجوع. وقالت «حتى لو أعلنّا حالة المجاعة، سيكون قد فات الأوان». وقدّرت المسؤولة الأممية أن الأزمة في السودان قد تكون أكبر أزمة غذائية على الإطلاق. وسبق أن حذرت الأممالمتحدة من وجود نحو 5 ملايين سوداني مهددين بانعدام غذائي كارثي في الأشهر القادمة، وهو أعلى مستوى في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. وأدّت الحرب خلال عام واحد إلى سقوط آلاف القتلى ودفعت بالملايين نحو حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت في تشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، فيما لم يصل تمويل الاستجابة الإنسانية المقررة للسودان سوى 5%.