حين نريد البحث عن إضاءة إنسان يتحفنا بمحبته؛ نختار الذي يغمرنا بأريحية نقائه، فنلجأ إليه تطهيراً لأعماقنا من منعطفات الحياة.. وعندما يتسرب إلى رئتنا النقية صباح مشرق لإنسي تسطع ذرات وهجه داخل أرواحنا؛ تجري في خواطرنا حياة خصبة بشكلها الخفي.. أما لما يعيش البشر في مسرح الحياة الواسع بطمأنينة؛ فلن تزعجهم هموم الدنيا، إنما يجمِّلون الأرواح بحبور الابتسامة وبهاء الفرح. •• •• •• فالذي يعطل بواعث حياته لن يتلذذ بها إلا من بعيد، والذي يطوِّعها لسعادته فهو كالرضيع يستريح لصدر أمه.. وهناك أناس من يحب العزلة لا كرهاً في الاختلاط إنما هروب بنفسه، وأولئك في شقاء أسود كمن يغوص بتلال من الرمال.. ومن ينحني لبوابة الرجاء؛ يصلحه الزمان ويتعالى سامقاً بالأيام، أما من يوزع الخيبة؛ فهو كحقيبة بكاء تخفيها امرأة تحت عباءتها. •• •• •• من أصابته انبعاجة خيبة في حياته عكَّرت عليه أيام السعادة السابقة؛ فليطهر تلك الانبعاجة بثوب من قماش ناصع البياض ليتوارى وهجها فيعود لحياته الوضاءة.. ومن أصابته الحياة بهم مُثقَل بعناصر الدهشة؛ فليعد إلى خالقه لتغمره حياة مضيئة بملامح انتعاشه تلتقي في منعطف النفس بالأمل والتفاؤل.. ولذلك؛ فإن أتعاب الحياة وبلحها تطهير لنفوسنا العميقة لتُجلب لنا فضفضة قلب تسكن غابة الذات. •• •• •• أما من يقلِّب دفاتر ذكريات كالحة بالشجن؛ سيعيش كآبة خرساء كحيطان صماء يلتصق بها من البكاء.. ومن يُرْزأ بثَلمةٍ أو يُبتلى بقلق؛ يبتعد عن البهجة والأُنس فيفقد صوته المُشرِق في الحياة ويجعلها أضيق من خرم إبرة.. أما عندما يجعل أيامه تنضج في فرن محبة الحياة والأُنس بمتعها الدنيوية المشروعة؛ فسوف ترغمنا على الابتسامة ونسيان الهموم، وتمنحنا قدراً نفسياً واجتماعياً عالياً. الإنسان بين إضاءة النفس ووضاءة الروح: وهج الداخل حياة خصبة بحبور ابتسامة وبهاء فرح بوابة الرجاء تطويع للسعادة وإصلاح للزمان وتلذذ بالحياة خيبة الحياة تعكير أيام البهاء بذكريات كالحة الشجن الحياة المضيئة انتعاشة لمنعطف النفس تلتقي بالأمل والتفاؤل