وسط إجراءات أمنية مشددة، وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (السبت) إلى العريش ورفح لتجديد الدعوة للعالم بضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تهدد إسرائيل بشن عملية عسكرية كبيرة على المدينة الواقعة على الحدود المصرية، رغم ضغوط ومناشدات دولية لمنع الاجتياح المرتقب. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش على أن الوقت حان لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مؤكدا أنه من المدمي للقلوب وقوف الشاحنات على جانب من المعبر بينما المجاعة على الجانب الآخر. وأكد أن منع دخول المساعدات فضيحة أخلاقية. وحذر الأمين العام من أن أي هجوم آخر سيجعل الأمور أسوأ على المدنيين الفلسطينيين والرهائن وجميع شعوب المنطقة، في إشارة إلى المخطط الإسرائيلي لاقتحام رفح، والذي يلقى رفضا دوليا. وأضاف: حان الوقت لالتزام صارم من إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، والإفراج الفوري عن جميع الأسرى. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه لا شيء يبرر هجمات حماس يوم السابع من أكتوبر، ولا العقاب الجماعي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني. وقال في كلمة أمام معبر رفح، اليوم: إن الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي. وأضاف أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت مما يحدث في غزة، حيث هُدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل مجاعة تحاصر السكان. وقال: جئت لتسليط الضوء على الصعوبات والآلام التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، والتقيت المصابين المدنيين الفلسطينيين في مستشفى العريش وتأثرت كثيرا بقصصهم. وتأتي الزيارة بعد فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار بوقف إطلاق النار، إذ استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي الذي ربط التهدئة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس. وتتزامن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لمستشفى العريش لتفقد وزيارة المصابين الفلسطينيين مع إطلاق مفاوضات من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية عبر المنافذ البرية تلبية لاحتياجات أكثر من مليوني فلسطيني. ويزور غوتيريش العريش في شمال سيناء، حيث يتم تسليم وتخزين الكثير من مساعدات الإغاثة الدولية لغزة، والجانب المصري من معبر رفح أحد نقاط دخول المساعدات. كما يزور مستشفى في العريش ويلتقي موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في رفح. وفي هذا السياق، اعتبر خبير السياسات الدولية الدكتور جمال سلامة زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمرة الثانية بمثابة رسالة للعالم للإسراع بوقف الحرب قبل فوات الأوان، كما أنها تكشف حجم العراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي على دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأضاف ل«عكاظ» أن الزيارة تأتي في توقيت يقف فيه مجلس الأمن الدولي عاجزاً للأسف الشديد عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للاستهداف المستمر للمدنيين وتوفير الحماية لهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية.