إبراهيم شحبي، روائي وكاتب سعودي، من مواليد رجال ألمع في منطقة عسير عام 1376ه، بدأ تجربته بكتابة الشعر ثم اتجه للسرد، وصدرت له العديد من المؤلفات التي تتنوع بين الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالات الأدبية والفكرية، وهو حاصل على عدد من الجوائز الأدبية حاورته «عكاظ»: سقوط من الشجرة • متى كانت ساعة القدوم للدنيا، ليلاً أم نهاراً؛ وهل بكيت عند ولادتك ؟ •• كان قدومي للدنيا أولى ساعات الفجر من يوم الإثنين الحادي عشر من شهر رجب عام 1376ه، وذكرت والدتي، رحمها الله، أنني بكيت عند ولادتي. •من كانت قابلتك ومن الذي اختار لك اسمك ؟ •• لم تكن لي قابلة فقد كانت والدتي وحيدة حين أنجبتني، وكان والدي مسافراً، إلا أن جدتي لأمي جاءت بعد ساعات، أما اسمي فقد اختاره والدي، حيث أوصى والدتي بأن يكون اسمي على اسم أخيه الغائب منذ سنوات. •كم ترتيبك بين إخوتك ؟ •• الولد الأول من بين خمسة من الذكور وثلاث بنات وقبلي أختي فاطمة. • ماذا في ذهنك من شقاوة الطفولة ؟ •• تسلق الأشجار، حيث سقطت مرة على رأسي من شجرة سدر كبيرة، وأصابتني شجة في الرأس فنزف دمي وأصابني دوار فقدت معه التركيز لبعض الوقت حيث أسعفتني والدتي. فخور بمهنتي • هل احتفلت أسرتك بقدومك وما نوع الاحتفال ؟ •• لم يكن هناك احتفال، لكن والدتي فرحت بطفلها الأول. • ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من القرية، المدينة، الحي ؟ •• أنا ابن القرية، ذاكرتي ممتلئة بالذكريات، وكل مكان في قريتي له ذكرى، الحقول، والجبال، والأودية حيث كنت أرعى المواشي. • ماذا يعني الانتماء للمهنة أو الحرفة التي تعمل بها ؟ •• كنت معلماً حريصاً جداً، وفخوراً بمهنتي، إلا أنني تقاعدت مبكراً لأسباب. • على ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس ؟ •• من أهم الأحداث التي شاهدتها، عبور الطائرات الحربية المصرية سماء القرية أيام ثورة عبدالله السلال، وسماع أخبار الراديو، أما عن الناس والحياة فكانت بسيطة إلا أن العمل في الحقول يملأ الوقت غالب أيام السنة. حماية الحقول من الطيور • كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك، وهل كان موسم صيف ؟ •• أول يوم صيام في حياتي وأنا طالب في الخامس الابتدائي، ونجحت في إكمال اليوم رغم عطش الصيف وطول الطريق إلى المدرسة ذهاباً وإياباً. • ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق ؟ •• كانت الأسرة تشجع على الصيام، لكنها لا تلزم الصغار، ولأننا في الغالب بعيدون عن أعين الوالدين في الحقل أو المرعى إلا أن شعورنا بالمسؤولية هو الرقيب الأول. • على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت ؟ •• كان سحورنا في الغالب على الخبز وحليب الماعز، وأحياناً بقية الفطور من الحلبة أو زيت السمسم مع الخبز. • ما هو النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به ؟ •• الأعمال كثيرة لكن من أهمها رعي الغنم، وحماية الحقول من الطيور. خوف من معلم الابتدائي • أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تمايز بها أقرانك ؟ •• لم أكن أشعر بتميز في شيء حيث الظروف متشابهة مع جميع أقراني. • من تتذكر من زملاء الطفولة ؟ •• كل زملاء الطفولة أذكرهم، ولم أنس منهم أحداً. •لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة ؟ •• طبيعة الإنسان تجعله يحن إلى الماضي، ويشعر بجماله رغم قسوة الظروف التي عاشها، إلا أنه شغوف بالبحث عن مواطن الجمال في الماضي. • كيف تقضي يومك الرمضاني ؟ •• بين المزرعة والبيت يمر رمضان بسلام دائم. • ما المواقف العالقة بالذهن وعصيّة على النسيان ؟ •• المواقف العالقة بالذاكرة كثيرة، لكن من أهمها خوفي من معلم الصف الأول الابتدائي لكونه أحمر البشرة وطويل القامة، وبكيت وغادرت الصف. تناقص الأصدقاء • ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور ؟ •• ليس لدي برنامج محدد لكن وقتي يمضي بين العمل في المزرعة والقراءة في المنزل، وأنام مبكراً وأستيقظ مبكراً. • هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي ؟ •• في الغالب أتابع الأخبار عندما أجد وقتاً. • لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر ؟ •• بسبب انشغال الإنسان بنفسه يتناقص عدد الأصدقاء. •• ما هي حكمتك الأثيرة؟ وبيت الشعر الذي تترنم به، واللون الذي تعشق ؟ الحكمة: لا تزال غنياً ما دمت سوياً. بيت الشعر: ما دمت حياً فدار الناس كلهم فإنما أنت في دار المداراةِ. اللون المفضل: السماوي. • هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل ؟ •• كنت رياضياً، وليس لي فريق مفضل حالياً. • أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه ؟ •• العيش في هذا العصر نعمة كبيرة من نعم الله علينا حيث الأمن والرفاهية.