اعتبرت صحيفة «بوليتيكو»، أن إعلان الرئيس جو بايدن المشاركة في إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو على سكان غزة، تعني أن أشهراً من الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات، حيث تهدد المجاعة نحو 80% من السكان، لم تسفر عن نتائج محدودة. وقالت إن هذه العملية ستوفر إغاثة مؤقتة للفلسطينيين على الأرض، لكنها تكشف حدود النهج الأمريكي تجاه تل أبيب. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخطوة المتأخرة تشير إلى أن بايدن لا يستطيع إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببذل المزيد من أجل معاناة الفلسطينيين. لكن ثمة من يرون أن عمليات الإنزال الجوي «يمكن أن تخلق أيضًا مشكلات خطيرة للأشخاص الموجودين على الأرض»، بحسب ما يرى الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، الذي قاد القيادة المركزية الأمريكية خلال إدارتي ترمب وبايدن، والذي قال «من دون سيطرة واضحة على الحشود، سيقاتل الفلسطينيون من أجل الحصول على جزء من شاحنة أو اثنتين من طائرات المساعدة التي يمكن أن تحملها، ما يضع القوات التي تعمل مع الولاياتالمتحدة أو منظمات الإغاثة في موقف صعب». فيما أكد منسق المساعدات الإنسانية السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ديف هاردن، أنه على الولاياتالمتحدة، إقناع إسرائيل بفتح جميع البوابات إلى غزة، والضغط عليها للسماح لعشر شاحنات أخرى بالمرور عبر المعابر المفتوحة حاليًا. ووصف الإنزال الجوي بأنه" أمر غبي" وباهظ الثمن، وغير فعال. إنه أمر أكثر رمزية أن نجعل الأشخاص في الإدارة يشعرون بالرضا لأننا فعلنا شيئًا ما». ورأى السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين أن ما يمكن توفيره بالطائرات وحدها هو «قطرة في دلو لما هو مطلوب من أجل التخفيف من المجاعة الوشيكة». واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في مقابلة، أن ما أعلنه بايدن يكشف أن الولاياتالمتحدة سئمت تمامًا من قيام حكومة نتنياهو بتقييد المساعدات الإنسانية إلى غزة إلى درجة أنه يتعين عليها أن تفعل ذلك». وقالت صحيفة «بوليتيكو»: إن لدى الولاياتالمتحدة طرق عديدة للتأثير على تصرفات إسرائيل، ليس أقلها النظر في المساعدات العسكرية التي توجهها للدولة العبرية. وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، «ما يجعل الأمور أكثر حيرة، أننا نفعل ذلك بينما نواصل إرسال الأسلحة إلى الجيش نفسه المسؤول عن إجبارنا على إجراء عمليات إسقاط جوي للمساعدات».