رغم دخول الحرب على غزة شهرها الخامس، فإن الآمال لاتزال معقودة على التوصل إلى هدنة جديدة خلال الجولة الحالية لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.. إلا أن اللافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبق الجولة بالتشدد في مواقفه ورفض المقترحات المعروضة للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، ويعزو مراقبون تشدد نتنياهو إلى الخوف من انهيار حكومته وانسحاب وزراء اليمين المتطرف. ورفض نتنياهو المطالب التي قدمتها حماس بشأن صفقة الأسرى، وقال مساء أمس (الإثنين): إن حماس قدمت مطالب لن نقبل بها، بشأن إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة. ويريد نتنياهو أن الشروط يجب أن تكون مماثلة للاتفاق السابق، الذي شهد تبادلا بنسبة (3: 1)، أي الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وهو العدد الذي تريد حماس زيادته هذه المرة. وأفاد مسؤول في حماس بأن الحركة ما زالت تدرس «ورقة الإطار» المنبثقة عن محادثات باريس، لافتاً إلى أن لديهم ملاحظات جوهرية. في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم (الثلاثاء)، إلى القاهرة، عقب تدشين جولته من الرياض، أمس (الإثنين)، إذ يطوف بعواصم المنطقة بحثا عن حل يوقف الحرب. وبحسب محللين، فإن رئيس الدبلوماسية الأمريكية يواجه في جولته 3 تحديات: وجود خلاف علني بين حماس وإسرائيل حول العناصر الأساسية لهدنة محتملة، رفض تل أبيب دعوات أمريكية لإيجاد طريق لإقامة دولة فلسطينية، واستمرار استهداف المليشيات «الولائية» في المنطقة للقواعد الأمريكية. ويعتقد المحللون أن نتنياهو لايريد وقف الحرب على غزة، لأنها تعني نهايته السياسية، إذ قال: لن ننهي هذه الحرب دون تحقيق هذه الغاية المتمثلة في تحقيق الانتصار الكامل، الذي سيستعيد الأمان لكل من المنطقتين الجنوبية والشمالية. ميدانيا، تكثفت الغارات الإسرائيلية على غزة خصوصا في الجنوب، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والمصابين. وأصبحت الضربات لا تفرق بين شمال قطاع غزة الذي أمرت السكان بالخروج منه، وجنوبه الذي نزح له أغلب سكان غزة.