يعتبر الخطاب الإعلامي الرياضي جزءاً لا يتجزأ من ركيزة النجاح في تحقيق الإنجازات الوطنية. إن قوة الكلمة لا تقتصر على الملعب فقط، بل تمتد لتشكيل رؤية ووعي وطني يلهم اللاعبين قبل الجماهير، ويوجه طاقتهم نحو تحقيق الإنجازات. في الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم كان الإنجاز الأول للمنتخب الوطني في عام 1984 عندما حقق كأس آسيا ليفتح صفحة تاريخ البطولات التي استمرت في البطولة التي تلتها بقطر 1988، والوصافة أمام المضيف اليابان في 1992 ليتم التعويض سريعاً أمام المضيف الإمارات في 1996. قفزات متسارعة في سنوات قليلة جعلت الأخضر في مقدمة منتخبات آسيا، وهذا العمل كانت نتائجه مواكبه لتأهل متتالي لنهائيات كأس العالم بداية من 1994، وحتى 2006، غاب بعدها في نسخة ثم عاد. قصة الأخضر مع آسيا لم تكن مميزة في لحظات استطاعت منتخبات أخرى أن تسحب البساط وتهيمن على القارة واليابان هي الحدث الأبرز، فمنذ تنظيمها وفوزها بكأس آسيا 1992 ومشاركتها الأولى والمستمرة منذ مونديال 1998 كانت القفزات متتالية حتى وصلت الآن للترتيب 17 عالمياً. وحتى نستمر في موضوع التصنيف العالمي الذي يتصدره المنتخب الأرجنتيني حالياً فهو المهيمن على بطولة كوباأمريكا ب 15 لقباً ساهمت في تحقيقه ثلاث بطولات لكأس العالم، والبرازيل سيدة كرة القدم لم يكن تحقيقها لخمس بطولات في كأس العالم صدفة إن لم يكن تأثير مشاركتها في كوباأمريكا ونجاحها بتحقيق 10 ألقاب. تحمل البطولات القارية دوراً حاسماً في تحقيق الإنجازات العالمية. إذ يعتبر النجاح في هذه البطولات مرحلة حاسمة للبناء والتطوير ويعزز فرص التألق في المحافل الدولية، ويؤثر إيجابياً بكل تأكيد على الجماهير المحبة لمنتخبها، فكيف كانت الفرحة بفوز منتخبنا على الأرجنتين في المونديال الماضي؟! مؤمن بشكل كبير بأن البطولات داخل الحدود المحلية والقارية التي قد يسميها البعض ب (دقة قديمة) هي من تصنع الطريق للبطولات الكبيرة، والنجاح المحلي يكون الأساس لتحقيق التألق في المنافسات الدولية. دقة قديمة.. خطاب إعلامي سلبي قبل مشاركة وطنية آسيوية، هل كان سيذكر لو كانت المشاركة لنادٍ محلي؟ أستذكر هنا قائد الرؤية الذي حوّل المشاركات الرياضية إلى تفوق عالمي، والدعم الكبير لتصل رياضتنا إلى العالمية. وعلى الرغم من أهمية التحليل وتقديم الآراء النقدية، يجب أن يكون إعلامنا مواكباً للقفزات المتتالية لوطننا الذي سينظم كأس العالم 2034 وقبلها تنظيم كأس آسيا 2027 وأن لا يكون (دقة قديمة) فالأهم الدعم قبل أي مشاركة وطنية، وليجعلوا الأخضر أولاً قبل الأندية.