ما نراه في شوارعنا من فوضى في التعاطي مع دبابات خدمات التوصيل، الذي من الممكن أن نطلق عليه (طفرة الدليفري)، تجدهم أفواجاً متراصين بدراجاتهم النارية أمام أرصفة المطاعم بطريقة غير لائقة، في وضع استعداد أخذاً دور البطولة في قبول الطلب واستلامه من المطعم، وبدء مشهد الحركات البهلوانية التي سيؤديها في طريقه، ناهيك عن عدم التزامهم بقواعد السير المرورية، والخروج المفاجئ بسرعة البرق من تحت الأرض، الأمر الذي يربك ويضجر قائدي المركبات، ويكون سبباً في الاختناقات المرورية. في كل شبر يتواجدون فيه تبدأ قصة، وعلى امتداد بصرك تتنوع الحكايات، وتتوالى المشاهد أمام عينيك إن أردت أن تأخذ جولة في مسرح المدينة، بعضها تنتهي بلطف من الله، والأخرى ينتهي المطاف بعامل التوصيل بأن يكون الضحية أو أن يكون سبباً في وقوع كارثة مرورية، تزهق فيها أرواح بريئة يكون فيها إما جانياً أو مجنياً عليه، فخسارة الأرواح لا تقدر بثمن مشوار يتقاضاه سائق الدليفري، فهنا يغيب دور تطبيقات التوصيل المشغلة في تدريب المندوب وتثقيفه، وأيضاً توفير الأماكن المخصصة للوقوف في الشوارع، وإلزامهم بزي موحد مع ضرورة ارتداء الكرت الصحي، أمور تحتاج لحرفية عالية للتعامل معها للوصول لتميز، فتلك التغيرات الطفيفة قد تحدث فارقاً كبيراً إن أخذت بعين الاعتبار.