يعكس اهتمام المملكة بإقامة علاقات مع (دول الكاريكوم) الانفتاح على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي، ويأتي انعقاد القمة «السعودية مع دول الكاريكوم» في مدينة الرياض؛ حرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على تعزيز العلاقات ودفعها قدمًا، وتقديرًا من الدول المشاركة لمكانة المملكة على المستوين الإقليمي والدولي، مما يعكس التزامها بتأسيس شراكة إستراتيجية مستقبلية طموحة مع المملكة، بناءً على القيم والمصالح المشتركة. وتكمن أهمية انعقاد القمة بين المملكة العربية السعودية ودول الكاريكوم في كونها الأولى من نوعها على مستوى قادة الدول، وسعيًا لبذل المزيد من العلاقات، شاركت المملكة في أعمال القمة التاسعة لرؤساء دول وحكومات رابطة دول الكاريكوم، مايو الماضي والتي أقيمت في جمهورية غواتيمالا، لمناقشة أهمية التنسيق المتعدد الأطراف في ما يخص التحديات الدولية، وتفعيل العمل الدولي المشترك لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة 2030. وأكدت المملكة من خلال مشاركتها حرصها على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع دول منطقة الكاريبي، لدور الرابطة المهم في تعزيز التعاون الإقليمي، ودفع العمل الجماعي بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وشاركت المملكة في الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول الكاريكوم الذي عقد سبتمبر الماضي في نيويورك؛ لإقامة شراكة بين الكيانين الإقليميين. وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والدول الكاريبية في 2023 نحو 203,177,045 ريالا، وفي يوليو 2022 أقيم منتدى للاستثمار السعودي – الكاريبي في بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان، بمشاركة قادة الاستثمار من القطاعين العام والخاص في المملكة ودول منطقة الكاريبي؛ لمناقشة فرص الاستثمار والتطورات في القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية. ويعزز انعقاد القمة فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة وتكتل الكاريبي، من خلال القطاعين العام والخاص، وإيجاد فرص متبادلة للتعاون المشترك، وبحث الفرص الاستثمارية في مجالات عدة في ضوء رؤية 2030. وحرصًا على تنظيم الإطار التشغيلي للنقل الجوي، وقعت وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية ووزارة السياحة والنقل الدولي في باربادوس مذكرة تفاهم نوفمبر 2022، تتضمن عدداً من البنود التشغيلية الخاصة بالنقل الجوي وتعددية تعيين الناقلات الوطنية، إضافة إلى التعاون الثنائي بين الطرفين على أساس المنفعة المشتركة والاحترام المتبادل وفقًا للأنظمة والقوانين والتعليمات المعمول بها في كلا البلدين. والتزامًا منها في تعزيز الأولويات المشتركة ذات الاهتمام في إطار اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى جانب البلدان النامية الأخرى من منطقة البحر الكاريبي، تتشارك المملكة مع دول الكاريكوم الاهتمام بجهود مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة والطاقة المستدامة النظيفة، ودعم كافة الجهود والمبادرات المتعلقة بذلك ومن ضمنها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والمنظمة العالمية للمياه. واستمرارًا لجهود المملكة الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية في جميع أنحاء العالم، حيث تعد من أكبر 10 مانحين للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، قدم الصندوق السعودي للتنمية نشاطه التنموي في الدول الأعضاء في منظمة الكاريكوم منذ ما يقارب أربعة عقود، ومنذ بداية هذا العام قدم ما يقارب (670) مليون دولار لتمويل (12) مشروعاً تنموياً. وتمثل دعم الصندوق في تمويل المشاريع والبرامج الإنمائية عبر قروض تنموية ميسّرة، لدول الكاريكوم.