أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي، ضرورة التصدي للتحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه اللاجئين، من التمييز وخطاب الكراهية، إلى التعليم والمساواة وسرد القصص عن الهجرة. وقال الحارثي خلال جلسات المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين الذي اختتم اليوم: «إن المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين (EPDF)، يعد إنجازًا مهمًّا في جهودنا المشتركة للتصدي للقضايا العاجلة المتعلقة بالاندماج الاجتماعي، وانتماء الشباب في المدن الأوروبية»، مشدداً على تحول المنتدى إلى منصة تجمع بين الجهات الفاعلة الدينية، وصانعي السياسات وخبراء آخرين، لتقديم التوصيات وتحويلها إلى واقع ملموس. وأضاف: «نحن فخورون بأن ثلث من يشارك معنا اليوم هو في سن الثامنة عشرة إلى الثلاثين عامًا ويمثلون أصوات الشباب النابضة بالحياة». وأكد الأمين العام ل (كايسيد) أن المناقشات التي تمت في المنتدى الأوروبي ستؤثر في عمل أعضاء شبكة الحوار في العام القادم، إذ تتجسد في ملخصات أوراق سياسات وتوصيات لصناع القرار، وزاد: «في جوهر مهمتنا تكمن فكرة بناء ثقافة الانتماء». كما رحب الحارثي بممثلين عن 8 ديانات قدموا لتعزيز التنوع والحوار، مشيراً إلى أن المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين يسعى إلى الاستفادة من الشراكات والجهود التعاونية. وقال:«مدننا ستنير لنا الطريق للتغيير، إذ إن المدن تضطلع بدور حيوي في جذب أفراد المجتمع للمشاركة المؤثرة في الحلول وهي ذات دور حاسم في سعيها نحو الاندماج الاجتماعي، ولا ننسى أيضًا الدور الحيوي الذي يضطلع به الشباب اللاجئون والمهاجرون في هذه المسألة». وعاد الأمين العام ليؤكد على أن المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين أبصر النور بفضل دعم الشركاء الرئيسيين وتعاونهم، ومن ضمنهم كايسيد والمجلس الأوروبي للقيادات الدينية ومنظمة أديان من أجل السلام في أوروبا، وشبكة الحوار المدعومة من كايسيد، فضلًا عن الدعم الإضافي من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (ODIHR) التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) والمنظمة الدولية للهجرة في هولندا. يذكر أن النسخة الخامسة من المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين في روتردام نظمت تحت شعار «إلهام، تواصل، إشراك»، وذلك بهدف جلب أفكار مبتكرة وحلول إبداعية تتيح خيارات عديدة لمساعدة قيادات المجتمع المدني على تنسيق الجهود المبذولة حاليًّا من أجل اندماج المهاجرين في المجتمعات الأوروبية، خصوصا في ظل زيادة الخطاب القائم على الخوف الذي يستهدف اللاجئين والمهاجرين في مناخ سياسي واجتماعي يزداد تحديًا وبالافتقار إلى تدابير فاعلة وسياسات مستدامة لتعزيز اندماجهم في المجتمعات الأوروبية المضيفة. وجمع المنتدى مشاركين متنوعين من 8 ديانات، ومن ضمنهم قيادات وجهات فاعلة دينية، وصانعو السياسات على المستوى المحلي والوطني، ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، ولا سيما أعضاء شبكة الحوار، فضلاً عن المنظمات التي يقودها المهاجرون واللاجئون الناشطة في مجال الإدماج الاجتماعي، أقامو العديد من الجلسات، إضافةً إلى الكشف عن ثلاث ورقات علمية محفّزة على التفكير لتكون محور المحادثات. تحدثت ورقة «كلمات تضمد الجراح» عن الإمكانات التحويلية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مكافحة خطاب الكراهية، فيما تعمقت ورقة «مدن تعزز الانتماء» في تبيان قدرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على إنشاء مساحات حضرية شاملة. كما سعت ورقة «القيادة في العمل» إلى إبراز دور الشباب في صنع القرار والتغيير وتعزيز ثقتهم بالقيادة العلمانية والدينية، بغرض إحداث التغيير في المدن والمجتمعات الأوروبية. في المقابل، شدد مشاركو المنتدى على أهمية بناء ثقافة انتماء حقيقية لمعالجة قضايا عدم المساواة العرقية والدينية والاجتماعية في المدن الأوروبية، مؤكدين قدرة الشباب على إحداث تغيير إيجابي وخلق مستقبل أفضل عندما تتاح لهم المشاركة في صنع القرار. وزادوا، أن أيام المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين اليوم حافلة بالمناقشات وتبادل الأفكار ومساحات التعلم المشتركة. من جانبه، أوضح مدير مبادرة الشباب من أجل السلام في سويسرا محمد شهادات أنه: «عندما يشعر الشباب بأن أصواتهم مسموعة، يزداد اهتمامهم ودافعهم لتحقيق التقدم، يصبحون رواد أعمال، ومفكرين مبدعين، ومبادرين، والأهم من ذلك، قادة مسؤولين وأخلاقيين». وأضاف: «هذه المساحة الفريدة تبث الحياة في قصص متنوعة من المشاركين وتوفر فرصة رائعة للتعمق أكثر في موضوعات المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين».