قبل غزو الولاياتالمتحدة لأفغانستان كان ابن لادن يختبئ عن الموت في كهوف تورا بورا بعد أن انتقى له ولزوجاته وأبنائه وخاصته كهوفاً حصينة لينجو من الموت تاركاً أتباعه في مرمى صواريخ الأمريكان. بعد ذلك اتخذ لنفسه بيتاً حصيناً مع زوجاته الأربع في باكستان مكتفياً بالتحريض ودفع السفهاء إلى ممارسة الإرهاب، فيما ينعم هو بالأمان والراحة بين أربع زوجات إحداهن (قاصر) جلبها لتمتعه أثناء توليه عن الزحف في بيته في باكستان. صدام حسين أيضاً كان له سرداب يعيش فيه، وعندما غزت الولاياتالمتحدة بلاده اختبأ في حفرة ثم أُخرج منها والذلة والهوان يغشيان وجهه، فيما كان جيشه وأبناء بلاده يواجهون الموت وما عقبه من خراب. أبوبكر البغدادي كذلك أوغل في الدماء وأطلق وحوشه للقيام بما لا يقوم به أعتى المجرمين، فيما حفر له نفقاً قرب الموصل تحت حظيرة أغنام لينجو من الهلاك وبالطبع مع زوجتيه وأقاربه. ما حدث أمس يتكرر اليوم، فسيد المقاومة يتوارى في أنفاق، ويحرّض أتباعه على الموت من أجل خدمة الكفيل بعد أن أجهز على بلد كان ماسة الشرق، فيما ينعم قادة حماس بلذة راحة فنادق الخمس نجوم مع أبنائهم وثروات لا يقدر عددها، ثم يلقون الخطب الرنانة عن المقاومة، أما المقاتلون فقد تواروا في الأنفاق، وتركوا أهل غزة يواجهون مصيرهم بعد أن جلبوا لهم الدمار والموت وجعلوهم مكشوفين بصدور عارية أمام أعتى الأسلحة الإسرائيلية وفي مواجهة جيش لا يرحم. عندما دخلت قوات إسرائيل إلى غزة لم تجد ما كانت تتوقعه من حرب شوارع، فجند القسام آثروا الحياة ونسوا ما يخدرون به العرب «بأن غزة ستكون مقبرة للمحتل»، فكانت مقبرة للفلسطينيين الضعفاء، وربما غادر الحمساويون من أنفاقهم إلى دول أخرى. هؤلاء بكل أسف هم من تمجدهم الأمة.. مجموعة جبناء، تجار دم، وهم أصل بلاء هذه المنطقة، فالقائد الحقيقي المخلص الشجاع يقف مع أتباعه ويكون في مقدمتهم. همهم الدنيا ومع ذلك تجد أناساً مغرراً بهم غُيّبت عقولهم يقاتلون من أجل لا شيء، ويفقدون حياتهم من أجل قادة باعوهم برخص التراب، ومن خلفهم أمة أدمنت الصراخ والوعيد والتعلق بكل من يبيعهم الوهم.