كشفت مصادر مطلعة ل«عكاظ» أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هدد بالاستقالة من منصبه حال استمرار قصف قواعد التحالف الدولي والقواعد الأمريكية في الأراضي العراقية. ووفق المصادر، فإن جهود بغداد لم تفلح في إيقاف قصف مقرات التحالف الدولي مع استمرار الهجمات وتسرب أنباء عن خلافات داخل تحالف «الإطار التنسيقي» بسبب توصيف وضع القوات الأمريكية والموقف من مطلقي الصواريخ. وبحسب المعلومات، فإن جزءا كبيرا مما كان يطلق عليه اسم «تنسيقية المقاومة» منخرط في «الإطار» ويشارك في الحكومة، وهذه المجموعة هي التي تقود الآن حملات التصعيد ضد القوات الأمريكية تحت أسماء وهمية. وكان لافتاً في الأسبوع الأخير صمت زعماء «الإطار التنسيقي» بعد تصريحات وخطابات نارية ضد واشنطن وإسرائيل في بداية حرب غزة. وفسرت مصادر مقربة من «تحالف الإطار» ذلك ب«حساسية الوضع الراهن في بغداد» بعد تلميحات وتهديدات من واشنطن بسبب استهداف المصالح الأمريكية. وبحسب المصادر، يبدو أن مواقف تلك الزعامات، التي تلتزم الصمت حاليا، كانت «غير محسوبة وأحرجت الحكومة». وكان زعيم منظمة بدر هادي العامري هدد في الأسبوع الأول من أزمة غزة بأنه «سيتدخل إذا تدخلت الولاياتالمتحدة في فلسطين..»، وقال: «لن نتردد باستهداف مصالحها»، فيما قال زعيم العصائب قيس الخزعلي إنه «يراقب الأحداث في غزة، ومستعدون غير متفرجين». ولم تتوقع بغداد في البداية أن يتصاعد الموقف ضد الولاياتالمتحدة وتبدأ الفصائل بقصف المعسكرات، إذ كانت أكثر التوقعات، طبقا لتصريحات الفصائل، بأنها ذاهبة للمشاركة في الحرب من دول مجاورة لإسرائيل مثل سورية ولبنان. وكانت بغداد تراهن في البداية على موقفها السابق، الذي أبلغته في مفاوضات تشكيل الحكومة للسفارة الأمريكية، من أن تلك الجماعات «مليشيات خارجة عن السلطة». وكان رئيس الوزراء العراقي علق على قصف القواعد الأمريكية بقوله: «نحن حريصون على الحفاظ على أمن واستقرار العراق وعلى التزاماتنا». وأضاف أن أحد هذه الالتزامات وجود قوات التحالف الدولية التي قطعت هذه الحكومة شوطاً مهماً في الحوار حول مستقبل وجودها. وشدد على أن «الحكومة معنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أماكن التحالف الدولي تجاه أي اعتداء من أي جهة داخل العراق، والتزامنا ثابت إزاء حماية البعثات الدبلوماسية، ولا تهاون في هذا الأمر».