فتحت المملكة أبوابها للسياح من مختلف الدول، وذلك بمنح تأشيرات الزيارة، التي يمكن للسائح بواسطتها التعرف على المعالم التراثية والحضارية. وعلى عادات وتقاليد المجتمع السعودي، لذلك يجب أن يتصدر مشهد المواطن السعودي في جميع الميادين ذات الصلة بالسياحة، بداية من سيارات الأجرة والفنادق والمطاعم، وصولاً لمواقع الزيارة؛ فالغريب أنه على الرغم من حاجة القطاع السياحي للكوادر الوطنية وتوفر الفرصة الوظيفية، إلا أن القطاع ما زال يعج بالموظفين من جنسيات متباينة، وهنا لا بد أن نوضح أن المقصود هو الاحتكاك بين السياح والمجتمع المحلي. إن لقطاع السياحة بفروعه ومجالاته صلة مباشرة بالقيم الثقافية والهوية الوطنية، ومن هنا تنبع مكانته العظمى التي توجب وتؤكد أهمية تصدر المجتمع المحلي في النقاط الخاصة بالزوار في كل منطقة من مناطق المملكة، كما يوجب أيضاً الاهتمام بالبنية التحتية؛ حيث إن بعض المناطق على الرغم من مكانتها التراثية والثقافية إلا أن تصدر الجنسيات الوافدة للمشهد الثقافي للمنطقة والذين لا يعرفون شيئاً عن تاريخها وحضارتها وعادات وتقاليد سكانها، يضعف تراثها ويحد من نسبة احتكاك مجتمعها بالمجتمعات الأخرى، وبهذه الكيفية لا يتعرف الزائر على تراث المنطقة ولا يحتك بسكانها؛ إذ إن الاحتكاك بين الطرفين «المجتمع المحلي والزائر المحلي أو الدولي» ينشئ العديد من الروابط المباشرة وغير المباشرة من تبادل ثقافات ومعارف، ونشوء علاقات قد ينتج عنها استثمارات اقتصادية في مجالات متعددة. وفي ذات السياق يجب أن ننبه إلى أن امتلاك المملكة لثروات ثقافية وطبيعية، أدت إلى تنوع السياح القادمين إليها، فتنوع تضاريسها الجغرافية والحضارات المتعاقبة على أرضها التي تعود لآلاف السنين، أسهم في تباين السياح وغايات قدومهم للمملكة، فمنهم من يأتي من جامعات عريقة، كأن يكون مهتماً بالتراث ليقف عليه ويقارن ويحلل أو حتى من باب الفضول، ومنهم من تكون غايته الترفيه والتعرف على المعالم البارزة في المملكة، ومنهم من يكون هدف زيارته السياحة العلاجية فالمجال الصحي متقدم جداً في المملكة، ومنهم من تكون غايته التعرف على المراكز الدينية المتصلة بالحج والعمرة، وتعريف غير المسلمين بالمواقع التراثية الدينية التي تعود للفترات السابقة للإسلام من معابد ودوائر ومذيلات حجرية. وفي مجمل القول: إن الاستثمار في هذا الجانب ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني وتنوعه، وارتفاع مستوى المعيشة، ويخفض نسبة البطالة، التي أنظر إلى أنها ليست بطالة حقيقية، وإنما مقننة، خاصةً وأن مجالات العمل السياحي في القطاع العام أو الخاص متوفرة، ونسبة نجاح المشاريع في مجالها عالية، ويستوعب أعداداً كبيرة من فئات المجتمع على تباين شهاداتهم العلمية. ختاماً: يجب أن يتصدر المواطن فقط المشهد الثقافي بمجالاته في المملكة.