يتطلع الخليج العربي ومن خلال العمل المشترك لدول الخليج العربي في مجلس التعاون الخليجي إلى مد جسور التعاون وتعزيز المجالات الحيوية بين الخليج من جهة وبين التجمعات الإقليمية الآسيوية في عدد من المجالات المهمة الاقتصادية والسياسية ونقل المعرفة وتبادل الخبرات وتعزيز أواصر التعاون التنموي. نرى في الخليج العربي ودول آسيا بشكل عام ودول آسيا الوسطى مصدرا مهما للموارد البشرية الماهرة وسلة ومحفظة استثمارية في مجالات متنوعة تستجيب للنمو المضطرد لاقتصاداته المهمة مثل الصينوالهند واليابان ونمور آسيا. نجحت دول آسيا ومن خلال تكامل الاقتصاد الآسيوي لدوله في السلع والمنتجات والخدمات والمواد ووصولا للخدمات اللوجستية التي نجحت فيها القارة حتى الآن رغم بعض التعقيدات الجيوسياسية والدولية الحرجة، بل أظهرت دول آسيا قدرة أكبر من كثير من الاقتصاديات العريقة في قدرتها على التأقلم مع الانكماش الاقتصادي الدولي في فترات وأزمات زمنية ماضية، والتي آخرها جائحة كورونا، وحاليا أزمة الحرب الروسية - الأوكرانية وتأثيراتها المدمرة على الاقتصاد الدولي بشكل مباشر وغير مباشر، بل وأبهرت اقتصاديات دول آسيا العالم في معدلات وسرعة التعافي السريع من هذه الصدمات الاقتصادية القوية التي هزت العالم، في ظل أن كثيرا من الاقتصاديات الدولية تعاني الخروج من تبعات هذه الأزمات الاقتصادية حتى الآن. تعتبر آسيا هي المصدر الضخم للصادرات الدولية بسبب قوة الاقتصاد الصيني الذي غير المعادلة الاقتصادية دوليا، وكذلك بروز صين أخرى وهي الهند، والمتوقع حصولها على المركز الثالث أو الرابع دوليا في ترتيب الاقتصاد الدولي في السنوات القلية القادمة. يدرك الخليج العربي أن المدخل الاقتصادي والسياسي مهم في العلاقات الدولية للوصول للاندماج والتكامل مع دول العالم في مجالات نحن بحاجة لها أو للاستفادة من سوق مهمة لنا وخاصة في مجال الطاقة. وندرك نحن في الخليج أكثر من أي وقت مضى أن التعاون الإقليمي المتمثل في جلب المصالح ودرء المخاطر يستلزم منا النأي بأنفسنا عن الانزلاق نحو أي استقطاب سياسي آسيوي آسيوي، وأن علاقاتنا الإستراتيجية التي نبنيها مع آسيا -القارة- ليست موجهة لأحد وليست على حساب أحد في هذا العالم. باختصار.. نحن في الخليج وما نقوم به هو أننا نفتح النوافذ والفرص والمبادرات لنستفيد من العالم ونفيد العالم في طريق الخليج إلى المستقبل.