أفلام «كوميديا الموقف» تستحق وقفة، فليس أي ممثل يستطيع إضحاك الملايين، إلا إذا امتلك «الكاريزما»، إضافة إلى تمتعه في الأساس بخفة دم تلقائية، والفنان كريم عبدالعزيز هذه شخصيته وطبيعته، وكذلك الوضع مع الفنان كريم محمود عبدالعزيز، الذي أضاف للفيلم نكهة خاصة. ظهر ذلك جلياً في فيلم «بيت الروبي» الذي دُعيت لحضور عرضه الأول مع بعض الفنانين، الفيلم بدأ بمشهد تشويقي لكريم عبدالعزيز بشخصية «إبراهيم الروبي» وهو يعلِّم ابنه اصطياد السمك، كدرس له على كيفية الاعتماد على النفس بطريقة كوميدية. الفيلم يحمل موقفاً لقضية اجتماعية تجاه إيجابيات وسلبيات «السوشال ميديا» بطابع كوميدي لطيف لا يُمَل، إذ يحمل رسالة مفادها «الشيء إذا زاد عن الحد ينقلب إلى الضد»، وهي رسالة واضحة على أن يتم استخدامها بشكل متوازن، ولأني لست نشطة على «السوشال ميديا»؛ أقتنع تماماً أن «كبسة زر» إما أن ترفع من أسهمك عليها أو تبتر صاحبها من الوجود إلى اللاوجود! فهي مثل عمليات الأسهم، ويبدو أن الإنتاج والعمل الخالد هو الذي يبقى دائماً. لا أعلم لماذا ولوهلة، وأنا أتابع مشهداً للفنان كريم عبدالعزيز وهو يواسي زوجته بعد تعرضها للظلم في عملها السابق وتضحيته من أجلها، تذكرت الممثل Russell Crowe في فيلم «عرَّاف المياه»، في مشهد جميل له كان يحمل نوعاً من الحزن والحب معاً، وتلك النظرات الصامتة التي كانت بينهما، ويبدو أني رأيت ذات نظرات (Russell Crowe) على كبَره، هذا من وجهة نظري، ولكن لكل منهما شخصيته وأداؤه. أما الفنانة نور بانفعالاتها الصامتة فكانت أبلغ من ألف كلمة، وما يعجبني بها أنها ظهرت دون مساحيق تجميلية أو عمليات تجميل، وهذا ما جعلها شجاعة بتميز! أي أنها جسدت الشخصية باحترافية، فالممثل الحقيقي هو من يُوصِل الصورة الحقيقية للمشاهد بلا تزييف؛ وليس أن يكون همّه فقط تجميل صورته؛ بل تجميل محتوى القصة وبلورة معنى الفكرة، وهذه من أساسيات نجاح أي فيلم.