بدأ حجاج بيت الله الحرام، مغرب أمس (الثلاثاء)، نفرتهم إلى مزدلفة بعد أدائهم الركن الأعظم في الحج بالوقوف على صعيد عرفات، إذ تقاطروا إليه في زمان واحد، لا فرق فيهم بين عربي وأعجمي، ملبّين مكثرين من الدعاء والتضرع إلى الله، طمعاً في الرحمة والمغفرة في خير أيام الله، اقتداءً بهدي الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-. وأدى الحجاج في عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، واستمعوا لخطبة عرفة من مسجد نمرة. وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، بعد يوم التروية والوقوف بعرفة. وأدى الحجاج صلاتي المغرب والعشاء في مشعر مزدلفة وباتوا فيه ليلتهم، وجمعوا حصى الجمرات قبل التوجه فجر اليوم العاشر من ذي الحجة إلى مشعر منى لإتمام بقية مناسك يوم النحر (يوم عيد الأضحى)، وسيرمون جمرة العقبة وينحرون الأضاحي، ويطوفون حول الكعبة المشرفة طواف الإفاضة، ويسعون بين الصفا والمروة، ثم يحلقون رؤوسهم ويتحللون من الإحرام. ومع بزوغ فجر العاشر من ذي الحجة، يعود الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون، ويذبحون الهدي إيذاناً بالتحلل الأصغر، ويتوجهون إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الإفاضة، ثم يعود الحجيج إلى منى لقضاء أيام التشريق، وبعد انتهائها يتوجهون إلى مكة لطواف الوداع الذي تختتم به مناسك الحج.