اليوم وعلى أرض مدينة الخيام "منى" يقضي الحجاج يوم التروية مرددين "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ويحتفظ مشعر منى بسجل تاريخي لتروية حجاج بيت الله الحرام، حيث كان الحجاج قديماً يحملون "القرب" لتوضع وسط براميل الماء ليتوافد عليها الحجاج في مثل هذا اليوم، ولأن يوم التروية أحد الأيام العشرة التي أقسم بها الله تعالى في القرآن الكريم في قوله: «والفجر، وليالٍ عشر»، فهو يومٌ عظيمٌ يبدأ فيه الحج، إذ يحرم الحجاج في منى، ومنه يشرع في مناسك الحج، ويستحب المبيت بمنى، والصلاة بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر ثمّ التوجه إلى عرفه "مدينة اليوم الواحد" يوم غدٍ الجمعة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة، ثم إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة أقرب الجمرات إلى مكة والنحر للحاج المتمتع والمقرن فقط ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، وينتهي في مشعر منى أطول طريق للمشاة في العالم، والذي يبدأ من جبل الرحمة مرورا بمزدلفة وهو طريق ب 4 مسارات يضم على طوله المظلات للوقاية من أشعة الشمس، ويحتوي على الكراسي والمياه الباردة. ويتواجد الحجاج في مشعر منى متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير على اختلاف نسكهم - متمتعين وقارنين ومفردين - اقتداءً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد استكملت المنظومة الحكومية الاستعدادات وتوفير أرقى الخدمات والأمن والضيافة والاستقرار لحجاج بيت الله الحرام ليستطيعوا أداء فريضة الحج في جو مليء بالأمن والطمأنينة والراحة. وفي الحديث عن مشعر منى فهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، وجمرة العقبة من جهة مكةالمكرمة، ووادي محسر من جهة مشعر مزدلفة، ويعد أكبر المشاعر مساحة في مكةالمكرمة، وتعرف منى بأنها موضع أداء شعائر الحج ومبيت الحجاج في يوم التروية ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، وفيها موقع الجمرات التي تتم بين شروق وغروب الشمس، في تلك الأيام من الحج، ويذبح فيها الهدي، ولا تُسكن إلا في أيام الحج فقط، واختلفت الآراء حول تسمية يوم التروية بهذا الاسم، فالبعض يرجع ذلك إلى أن الحجاج قديما كانوا يشربون الماء عند مبيتهم في منى، ويأخذون ما يكفيهم منه استعدادا ليوم عرفة، إذ لم تكن المياه متوافرة قديما على جبل عرفات، ومشعر منى أكبر المشاعر المقدسة، تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16.8 كيلومترا مربعا. مدينة الخيام تستعد لمليون حاج