تقوم إستراتيجية «داعش» منذ نشأته على نشر الفوضى والخراب إقليمياً ودولياً، ويسعى التنظيم الإرهابي في الوقت الراهن إلى إعادة هيكلة وبناء قواعده من جديد داخل القارة الأفريقية خصوصاً دول القارة السمراء التي تشهد نقاطاً رخوة مثل عدم الاستقرار السياسي، وضعف مراقبة الحدود المشتركة. وفي هذا السياق، قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية منير أديب: بعد التضييق على التنظيمات الإرهابية في دول المنطقة، لم تجد ملاذاً سوى القارة الأفريقية ساحةً جديدةً لها، فأعلنوا بناء قواعدهم بشكل كبير، مستغلين رخوة الصراعات الداخلية والأزمات الموجودة بعدد من دول القارة السمراء، ووضع بعض الدول السياسي الهش وغير المستقر، والصراعات القبلية، ووضعها الاقتصادي الذي يتسم بالضعف. واتهم «داعش» بأنه وراء عمليات القتل والتخريب. ولفت أديب ل«عكاظ» إلى أن هناك العشرات من التنظيمات الإرهابية الصغيرة الموجودة بالقارة الأفريقية، انضمت إلى تنظيم «داعش» أخيراً بعد أن أغراها بالمال، وهو ما ساعد التنظيم على التوسع بعدد من دول القارة خصوصاً دول الغرب ومنطقة الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي. وقدر خسائر الاقتصاد الأفريقي نتيجة تنامي الإرهاب بالمليارات، مطالباً قوات التحالف الدولي بالتعاون مع الدول الأفريقية وتكثيف تواجدها والقيام بتمشيط المناطق الصحراوية والجبلية، وتشديد الرقابة الأمنية على حدود الدول الأفريقية المترامية، كون أن تلك العناصر الخارجة عن القانون تستغل الخلل الأمني لصالحها، للتوغل داخل الدول للتمركز والقيام بأعمالها التخريبية الجبانة. ووصف الباحث "داعش" بأنه من «الفايروسات القاتلة» التي لا تختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية، في ممارسة أعماله التخريبية، وما يمارسه على الأرض، هو أمر بعيد عن الإسلام وبعيد عن واقع الإسلام وعن تعاليم الإسلام، فهو تنظيم قائم على تغذية خطاب الكراهية ضد الغرب، واستقطاب عناصر تابعة له لتنفيذ عمليات إرهابية ضدهم، محذراً من خطورة تطورات الأزمة السودانية التي ستؤدى حتماً إلى تقويض الاستقرار في هذا البلد العربي مترامي الأطراف ما يجعله هدفاً سهلاً للتنظيمات الإرهابية المتطرفة النشطة في القارة.