أرامكو، نيوم، هيئة العلا، وهيئة الدرعية تستحوذ على أندية القادسية والدرعية والعلا والصقور، وشركات أخرى لصندوق الاستثمارات العامة PIF تستحوذ على الاتحاد والهلال والنصر والأهلي، قرارات تجعلنا نبدأ اليوم عصراً جديداً من الريادة لمستقبل الرياضة السعودية كما صرح بذلك سمو وزير الرياضة في كلمته بمؤتمر الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية. العمل الرياضي تاريخياً كان يسير في إطار من العشوائية وأساسه البعد الاجتماعي؛ لذلك ظل حكراً على بعض الأسماء والكيانات تحول معه القطاع الرياضي إلى بيئة طاردة وليست جاذبة للكفاءات أو الاستثمار من مجتمع الأعمال. اليوم بالأهداف المعلنة من صناعة جيل متميز رياضياً وتطوير كرة القدم للوصول لأفضل 10 دوريات بالعالم وزيادة التنافسية وتحقيق الاستدامة المالية وحوكمتها وتنمية الألعاب المختلفة بالأندية وتطوير المرافق والمنشآت الرياضية بما يساهم في زيادة ممارسة الرياضة في المجتمع في بيئة مثالية لممارسة الرياضة التنافسية والمجتمعية التي يتولى مسؤوليتها اتحاد الرياضة للجميع. هذا التحول الاقتصادي والاستثماري الذي يهدف إلى تحقيق عوائد اقتصادية وتنوع واستدامة بالقطاع الرياضي ويخلق فرص استثمار جذابة ومتعددة وتعزز العلاقة بين القطاعين العام والخاص له متطلبات تشريعية وتنفيذية كبيرة وعميقة وجذرية بوزارة الرياضة وهي الجهة الحكومية واللجنة الأولمبية وهي التي تمثل القطاع الرياضي الخاص مع جميع الاتحادات الرياضية وفي مقدمتها اتحاد كرة القدم الذي يسعى إلى رفع الإيرادات إلى 2 مليار سنوياً والقيمة السوقية إلى 8 مليارات وتقديم منتجات تجارية متعددة بالاستفادة من جماهير الأندية. الواقع الجديد للرياضة لن تحكمه العواطف والعشوائية والاعتماد على الدعم الحكومي وتبرعات بعض رجال الأعمال، بل تغيرت قواعد اللعب واللعبة بالكامل فملاك الأندية هم كبرى الشركات الاستثمارية الموجود معظمها في السوق المالية وهيئات حكومية كبيرة مثل العلا والدرعية، وكرة القدم تستقطب كبار وأشهر اللاعبين والمدربين المتابعين من مشاهدي ومحبي كرة القدم ولاعبيها حول العالم، وبالتالي الاحتراف الإداري والمالي والاستثماري والقانوني هو الأساس الذي سيحكم أعمال الرياضة بالوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية. لن يقبل وجود أي تعارض للمصالح في أي مستوى من الأعمال والقرارات خاصة أن المناخ الاحترافي محاط بكل عناصر حماية المال العام من نزاهة وشفافية وتنافسية، فالأمر لم يعد رياضياً صرفاً، بل مال وأعمال ومحاسبة ومراقبة عامة وخاصة هي أساس الاستدامة المنشودة في قطاع الاستثمار الرياضي. الاتحادات الرياضية مثل القدم والسيارات والفروسية والجولف وغيرها عليها دعم اللعبة ونشرها وجذب الاستثمارات إليها لا أن تسيطر عليها من خلال شركته التابعة له ويستحوذ بالمخالفة للقانون والأهداف والغايات والاستراتيجيات على الأعمال وفرص الاستثمار للاتحاد وشركته بل العكس هو الصحيح ولذلك مقالات أخرى. الإعلام الرياضي واتحاده معنى بالتحول والتطور الحاصل وعليه أن يرقى في تعامله مع هذه النقلة النوعية الجبارة لقطاع الرياضة وتحوله إلى الاحتراف الحقيقي بجميع عناصره ومقوماته. خاتمة، في مقالات سابقه بعنوان نادي نسما الرياضي والرياضة وحديث الأمير والحوكمة والنزاهة وتعارض المصالح بقطاع الرياضة طرحت الكثير مما أعلن مؤخراً لأنه يتفق مع رؤية 2030 وما يحتويه برنامج جودة الحياة خاصة فيما يتعلق بالرياضة المجتمعية.