برزت صورة المجندة السعودية كأيقونة إنسانية عبر الإعلام الرقمي وهي تحمل طفلاً بين يديها، حيث لاقت هذه الصورة إعجابا كبيرًا من قبل متابعي مواقع التواصل، الذين أشادوا بمثالية المجندة التي عبرت عن إنسانية المرأة السعودية. فالصورة تعكس الروح الإنسانية المتجذرة في المجتمع السعودي، فالمجندة السعودية بالرغم من كونها عسكرية، إلا أنها لم تنس البعد الإنساني وهي تمارس عملها الإنساني تجاه ذاك الطفل. فهذه الصورة تجسد الإنسانية بكل أبعادها، وتعضد فينا جوانب التعاون لبناء مجتمع أكثر إنسانية وتعاونًا. وحينما ننظر إلى الزاوية التي تم التقاط الصورة منها ندرك مدى احترافية المصور في إظهار اللحظة التاريخية للإنسانية، كما نجح في تسليط الضوء على أغوار الإنسانية التي تتميز بها المرأة السعودية؛ فالصورة التقطت بشكل احترافي ومهني، عكست قيماً إنسانية عالية، وحملت رسالة إيجابية مهمة لجميع الشعوب. فحينما نشجع المصورين الذين يعملون على توثيق اللحظات الإنسانية من خلال صور القصص الإنسانية التي تعجز مئات الكلمات عن توصيل رسالتها المؤثرة والإنسانية في عالمنا المتداخل، فإني أرى أن يتم تكريم هذا العمل الفني للمصور السعودي بالترشيح للعديد من الجوائز العالمية، مثل جائزة بولتزر للتصوير الضوئي (Pulitzer Prize for Feature Photography)، وهي جائزة سنوية تقدمها جامعة كولومبيا بنيويورك لأفضل عمل صحفي. ومن خلال هذا التكريم، ستكون الصورة والمصور قد حظيا بتقدير على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، وستعزز هذه الصورة التفاؤل والإيجابية في مجتمعنا، وتعلن عن لمسات جمالية وإنسانية في زمن كثرت فيه الأزمات. وحينما تطرق الصور مواطن التحفيز في مراكز العاطفة في دماغنا، وتؤثر فينا بطريقة عميقة وشديدة الإيجابية، حينها ندرك مدى فاعلية الصور في نقل الرسائل والأفكار بطريقة تسهل فهمها وتجعلها أكثر إقناعاً وإمتاعاً. وهذه الغاية حققتها زاوية صورة المجندة السعودية، وقد أثرت هذه الصورة بشكل إيجابي على العديد من متابعي مواقع التواصل بمختلف لغاتهم، وعززت قيم التراحم والتعاون والمحبة وصولا للأمن والسلم الاجتماعي والذي يفضي إلى الأمن والسلم العالميين. وقد عكست تلك الصورة جهود المملكة العربية السعودية في إجلاء رعايا الدول الأخرى من السودان، حينما قدمت الدعم اللوجستي لنقل رعايا جميع الدول بأمان إلى بلدانهم. وهذا يعزز من موقف المملكة من دورها الريادي والدائم في تقديم المساعدات الإنسانية لجميع الدول خلال الأزمات. وختاما فإنه يجب عليّ كمواطن سوداني مقيم بالمملكة إيصال رسال شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على جهودهما الإنسانية الرائعة، والتي تعكس الروح الإنسانية العالية لما قدمته المملكة العربية السعودية للشعب السوداني خلال هذه الأزمة السودانية.